Total Pageviews

Sunday 20 March 2011

هام..الشعب الليبي أخ وجار للشعب الجزائري..فاين الدعم واين حق الجوار؟؟

في حوار للأديب والعالم والمجاهد الجزائري محمد الصالح الصديق لجريدة الشروق حول ما قدمه الشعب الليبي الشقيق للشعب الجزائري اثناء ثورة التحرير الكبرى ضد المستعمر الفرنسي واقتطف منه ما يلي:

‬ما‭ ‬النقاط‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬الجزائري‭ ‬والليبي،‭ ‬والتي‭ ‬جعلت‭ ‬منها‭ ‬نموذجا‭ ‬للتعاون‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية؟
- كان ذلك في نظري لعدة أسباب، منها أن الشعب الليبي كان قد خرج من تجربة الاستعمار الايطالي، وكانت الجزائر هي الأخرى تعيش في ظل الاستعمار، والعامل الثاني يتمثل في كون الشعبين سجلا أشرق الصفحات في سجل التاريخ، فالشعب الليبي ضحى وقدم قوافل من الشهداء في سبيل حريته وكذلك الشعب الجزائري، وكافح الشعب الجزائري في زمن الاستعمار البغيض مكافحة بطولية يشهد له فيها العدو والصديق، وكان لليبيين شيخهم في الجهاد وهو الشهيد عمر المختار، كما حمل الأمير عبد القادر لواء الثورة الجزائرية على مدار 17 سنة، فاستحق بجدارة لقب شيخ الثورة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬أما‭ ‬العامل‭ ‬الرابع‭ ‬فهو‭ ‬التقارب‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬البلدين‭.‬

‬كنت‭ ‬مكلفا‭ ‬بالإعلام‭ ‬للثورة‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬أشكال‭ ‬مساندة‭ ‬الإخوة‭ ‬الليبيين‭ ‬لثورة‭ ‬54‭ ‬العظيمة؟
- سارعت العديد من الشعوب العربية للالتفاف حول الثورة الجزائرية ومدها بمختلف أشكال الدعم على غرار تونس والمغرب، لكن لن أكون مبالغا إذا قلت إن الشعب الليبي تبوأ مكانة مرموقة بين هذه الشعوب، بسبب الدعم المعنوي والمادي المقدم للثورة الجزائرية وتبنيه لها وكأنها ثورته، ومن صور هذا الدعم أنه "في يوم من الأيام خرجت صباحا من مكتبي بليبيا، فالتقيت شيخا مسنا كان يبدو في الثمانين يتسول في الطريق، وفي المساء بعد صلاة المغرب ذهبت إلى مكتب الهلال الأحمر الجزائري لأتفقد الأشخاص الذين يجمعون المال للثورة، وبينما كنت أتحدث لأحد المصريين، دخل شيخ تسبقه عصاه، وإذا به الشخص الذي التقيته في الصباح يقدم الصرة التي جمعها، فأبيت وقلت له أنت أحق بها، ولكنه رفض ورفع رأسه، وقال لي بالحرف "لا يمكن أن تحرمني من شرف المشاركة في الثورة" ثم أخذ تنهيدة وقال "الحمد لله الآن حق لي أن أفرح لأنني‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجد‭ ‬العظيم‭ ‬وهو‭ ‬تحرير‭ ‬الجزائر‭"‬‮.‬
وفي قصة أخرى أذكر أن مجاهدا خرج من إدارتنا بطرابلس وكان يحمل أسلحة في سيارته، فصدم شابا يبلغ من العمر 22 ربيعا، فهرع نحوه جميع الذين كانوا متواجدين بالمكان، ومن بينهم والد الشاب الذي لم يكن لديه من الأولاد غيره، وعندما وصل إلى مكان السيارة كان يلتهب ألما وغضبا، ولكنه عندما وجد العلم الجزائري عليها توقف وسأل السائق "لماذا كنت تسوق بسرعة فأخبره أنه يحمل أسلحة للثوار الجزائريين، وأنه كان يسرع حتى يوصل الأسلحة إلى المكان المتفق عليه، فقال له والد الشاب "اذهب بسلام فإني أحتسب هذا الشاب من شهداء الثورة الجزائرية"، وفي المساء ذهبت مع الدبلوماسي أحمد بودة، الذي كان رئيس البعثة الجزائرية في ليبيا، إلى بيت ذلك الرجل حتى نعزيه ونواسيه في مصابه، وأخذنا معنا 10 آلاف جنيه حتى نسلمها له فداء لولده ولكنه أبى وقال لي "أنتم لا تقدمون الفدية على الشهداء" ورفض أن يأخذها.


‬‮ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬العروس‭ ‬الليبية‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬مجوهراتها‭ ‬للثورة‭ ‬التحريرية؟
- في إحدى المرات، مر موكب عروس أمام سيارة تجمع التبرعات للثورة وكان عليها علم الجزائر، فسألت العروس وليها عن سر تواجد السيارة بالمكان، فأخبرها أن فيها جزائريين يجمعون المال للثورة، فنزعت كل ما كانت تلبسه من حلي وقدمته للثورة التحريرية، ومن ثَم نستخلص أن الشعب الليبي قدم خدمة عظيمة للثورة الجزائرية ولا يمكن بأي حال من الأحوال ولا تحت أي ظرف من الظروف نسيان هذه المواقف المشرفة التي وقفها الشعب الليبي خلال هذه الثورة والتي برهن من خلالها ترفعه ونبله وشدة حبه للجزائر.

‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الملك‭ ‬السنوسي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أشد‭ ‬المعجبين‭ ‬بالثورة‭ ‬الجزائرية‭ ‬والداعمين‭ ‬لها؟
- الملك السنوسي جزائري ينحدر من الغرب الجزائري، حكم ليبيا قبل مرحلة الانقلاب، وكان أكثر الناس مساعدة للثورة التحريرية، وأذكر له موقفا لن أنساه له ما حييت، وهو أن القائد أوعمران اشترى مزرعة لجبهة التحرير الوطني بأمر من قيادة الثورة، غير أنه لم يكن يملك كل المال لتسديد ثمنها، فذهب إلى الهادي لمشيرقي ليقترض المال، لكنه أخبره أنه لا يملك ما يعطيه له، فخرج غاضبا يتحدث إلى نفسه عن كيف سيجمع بقية المال، فدخل قصر الملك دون أن يشعر، فسمح له بمقابلة الملك السنوسي، وعندما قابله أخبره بالأمر فأعطاه كل ما كان يريد من المال،‭ ‬وعندما‭ ‬قصدناه‭ ‬لإرجاع‭ ‬المال‭ ‬رفض‭ ‬وقال‮:‬‭ ‬اعتبروه‭ ‬دعما‭ ‬مني‭ ‬للثورة‮.‬
كذلك موقف آخر عايشته شخصيا بعد أن حصلت ليبيا على استقلالها، حيث استدعى الملك كل الوفود العربية للمشاركة في الاحتفال، وخصص لكل وفد خمس دقائق للحديث، وعندما جاء دور الجزائر تقدمت أنا وأحمد بودة، فطلب مني هذا الأخير أن ألقي الكلمة، ولكنني قلت له أنت رئيس البعثة ولهذا أنت من سيلقي الكلمة، فأخذ هذا الأخير يتحدث ونسي أن وقته محدود فنبهته إلى ذلك فشعر الملك بذلك، فقال لنا كلمة لن أنساها ما حييت "الوقت الذي حددناه كان لغير الجزائر، وأما الجزائر فنخصص لها ساعة وساعة وساعة..".
كذلك معروف عن الملك السنوسي أنه تزوج امرأتين لكنه لم ينجب، فطلب أن نمنحه طفلة من البنات اللائي كن يدرسن لدينا، فلم أتردد في منحها لزوجته، وفي المساء سمعت على جهاز الراديو أن البرلمان الليبي اجتمع هذا المساء، لأن الملك قرر تبني الطفلة الجزائرية لتصبح بعدها ملكة، وشاء القدر أن تصبح هذه الطفلة أميرة بعد أن كانت يتيمة وضعيفة، وكنت قد ترددت في منحها، ولكنني فعلت ذلك وكنت على يقين أن ذلك لصالح الثورة، وقلت إذا أعطيت هذه البنت للملك سيزيد من مساندته للثورة، والعجيب أنني عندما زرتها بعد شهرين وجدتها طفلة أخرى تعيش في أبهة كبيرة، وقالت لي حينها "لقد دخلت الجنة قبل أن أموت"، وعندما وقع الانقلاب تزوجت من شخصية مصرية مرموقة وحضر عرس زفافها الذي تم بمصر 1000 من الشخصيات السياسية والدبلوماسية، على رأسها الرئيس الراحل أنور السادات.

‬يقال‭ ‬إن‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬أنشأ‭ ‬صندوقا‭ ‬خاصا‭ ‬لجمع‭ ‬التبرعات‭ ‬التي‭ ‬تذهب‭ ‬لفائدة‭ ‬الثورة؟
- هذا صحيح، ففي سنة 1957 تأسست لجنة لمناصرة الثورة الجزائرية، يرأسها الشيح محمد صبحي أحد خريجي جامع الأزهر الشريف، الذي لا زال على قيد الحياة، وغيره من الرجال الليبيين الأكفاء على غرار الهادي المشارقي، الذي كان مفتونا بالثورة الجزائرية لدرجة أنه طلب من أبنائه دفنه في الجزائر بعد موته على خلفية أنه شارك في تحرير هذا التراب، وفعلا عندما وافته المنية سنة 2008 نقل جثمانه إلى الجزائر، حيث دفن وحضر جنازته مسؤولين كبار في الدولة الجزائرية، ليس هذا فحسب بل قام المدعو يوسف مايدي ببناء مدرسة وجمع ما يزيد عن ثمانين بنتا‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬الشهداء‭ ‬ونقلهن‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا،‭ ‬لغرض‭ ‬الدراسة،‭ ‬حيث‭ ‬تحمل‭ ‬كل‭ ‬مصاريفهم،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬زار‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬الجزائر‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬حيث‭ ‬استقبل‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الرئيس‭ ‬الشاذلي‭ ‬بن‭ ‬جديد‭.‬

‭‬‮ ‬كانت‭ ‬للجزائر‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يشرف‭ ‬عليها؟
‭-‬‮ ‬الملك‭ ‬السنوسي‭ ‬شخصيا‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬إدخال‭ ‬الأسلحة،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنقل‭ ‬في‭ ‬جوف‭ ‬الليل،‭ ‬وكان‭ ‬يقوم‭ ‬بإنزالها‭ ‬كبار‭ ‬الضباط‭ ‬وفي‭ ‬سرية‭ ‬تامة‭.‬‮ ‬‭ ‬

No comments: