Total Pageviews

Saturday 26 March 2011


بيان من الإخوان المسلمين حول ما يجرى فى ليبيا واليمن

الإثنين, 21 آذار/مارس 2011 12:11

إن الإخوان المسلمين وقد تفطرت قلوبهم نتيجة للحرب المجنونة التى يشنها النظام الليبى بالطائرات والبوارج والدبابات والأسلحة الثقيلة على الشعب الليبى الأعزل فى مدنه التى خرج أهلها يطالبون بحقهم فى الحرية والكرامة والعدالة، والتخلص من طغيان الحاكم الذى جثم على صدورهم أكثر من أربعين عاما نشر فيها الرعب واستبد بالأمر وقتل المعارضين وشرد الباقين واستولى على ثروة البلاد، وبدد بعضها فى مغامرات فاشلة وجرى خلف مناصب وألقاب جوفاء، وأخفى الباقى فى كثير من دول العالم، وها هو الآن يقتل أهله ويبيد شعبه، ويدمر بلده بيده، حتى استفز شعوب العالم، فقامت قوات الغرب باستصدار قرار من مجلس الأمن،

وراحت تدمر جيشه وتعيد بلده إلى ما قبل التاريخ، وتعاظمت احتمالات الاحتلال والتقسيم، فى مشهد يكرر مأساة العراق وصدام، فهل الوطنية التى يتشدق بها ومصلحة البلاد التى يدعيها تبيح له تدمير المدن وقتل الشعب ثم إعطاء الذريعة للغرب لتدمير الجيش، مقابل بقائه فى السلطة هو وأولاده ؟ أم أنها تقتضى رحيلهم والحفاظ على الوطن والشعب والجيش ؟

كما تفطرت قلوب الإخوان المسلمين للعدوان الوحشى الذى شنه قناصة النظام اليمنى على المعتصمين المسالمين فى ميدان التغيير بصنعاء، والذى أسفر عن استشهاد أكثر من خمسين مواطنا أصيبوا فى رؤوسهم وصدورهم إضافة إلى إصابة نحو مائتين آخرين .

ونكرر هنا هل من الوطنية أن يبقى حاكم اليمن نحو ثلث قرن من الزمان يحكم شعبه بالظلم والإرهاب، لم تزد اليمن فيه إلا فشلا وجهلا وفقرا وتخلفا وانحطاطا، هل من الوطنية أن تسيل دماء الشعب اليمنى أنهارًا، هل من الوطنية أن يحدق الخطر بوحدة البلاد حيث بلغ التذمر بالجنوبيين حد المطالبة بانفصال الجنوب، أم أن الوطنية والمصلحة القومية يقتضيان رحيل الحاكم وأسرته، وترك الشعب يتنسم رحيق الحرية، ويختار حاكمه وممثليه بإرادته الحرة، ويحكم نفسه بنفسه ؟

إننا نؤكد للطغاة أن البطش والقتل والدم والإرهاب يؤجج الثورات ويدفع المواطنين الصامتين دفعا لتأييدها والمشاركة فيها والإصرار على التمسك بمطالبها وأنه مهما كانت شدة ظلم النظام وقهره فقوة الشعوب أكبر، وعزمها أعتى، وإرادتها أصلب، وعلى الطغاة أن يتعلموا من دروس من سبقهم فى تونس ومصر وقبلهما شاوشيسكو وحكام أوربا الشرقية .

وفى الختام نود أن نلفت نظر حكام آخرين بدأوا أولى خطواتهم على نفس الطريق أن الغرب يتربص بهم وينتظر أن يخوضوا فى دماء شعوبهم حتى يستصدر قرارات من مجلس الأمن ليدمر جيوشهم خدمة للعدو الصهيونى فأحرى بهم أن يفيقوا قبل أن تقع الكارثة، وأن يعيدوا لشعوبهم حقوقها وأن يزيلوا ما بينهم وبين شعوبهم من فجوات وجفوات وأن يعودوا إلى أحضانها ففيها الأمان وفيها الوفاء وفيها القوة وفيها العدل، وقديما قيل (العدل أساس الملك)

ونؤكد للقوى التى تدعم الحكام المستبدين الظالمين الفاسدين فى بلادنا أن هؤلاء الحكام زائلون، وأن الشعوب هى الباقية – بإذن الله – وهى صاحبة الحق الأصيل فى الثروات والعقود والمعاهدات والمواثيق، فإن كانت هذه القوى حريصة على مصالحها فلتحترم حرية الشعوب وكرامتها ومصالحها وتنحاز إلى حقوقها ، لا إلى الطغاة المستبدين .


(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)


الإخوان المسلمون

No comments: