Total Pageviews

Sunday 10 June 2007

الانتخابات التشريعية الفرنسية


ميلود وسمير ومليكة.. نجوم تشريعيات فرنسا
هادي يحمد

باريس- هل سيدخل الفرنسيون من أصول مهاجرة لأول مرة الجمعية الوطنية (البرلمان)؟ وهل سيتلون البرلمان بفرنسيين سود من أصول إفريقية؟ وهل
يحصل فرنسي من أصول مسلمة على لقب نائب؟
هذه هي الأسئلة التي أصبحت تتردد في باريس وغيرها من المدن الفرنسية الكبرى مع موجة الترشحات الكثيفة للفرنسيين من أصول مهاجرة في كل القوائم تقريبا للانتخابات التشريعية المقبلة.
فلا يخلو حي أو منطقة أو مدينة يتواجد فيها المهاجرون بكثافة من مرشح أو مرشحة يحملون أسماء عربية أو إفريقية للانتخابات التشريعية التي ستجرى في فرنسا يومي 10 و17 يونيو الجاري.

ففي باريس، تنتشر لافتات المرشحين الفرنسيين من أصول عربية وإسلامية كالمرشح سعيد بو عيسى عن قائمة "البديل الليبرالي" المستقلة، وجنات بو غراب في الدائرة الثامنة عشرة ممثلة حزب "التجمع من أجل الحركة الشعبية" الحاكم، ولندا أسماني المرشحة في الدائرة الخامسة عن الحزب نفسه، وعمار بلال المرشح عن الحزب الشيوعي في الدائرة السادسة، وفضيلة ميهال المرشحة عن "الحركة الديمقراطية" في
الدائرة التاسعة عشرة.
أما في مارسيليا ثاني كبرى المدن الفرنسية فتترشح نورا رمضانية عن الحزب الحاكم، فيما اختار الحزب الاشتراكي فرتاني جندوبي في الدائرة السادسة، وحورية حاج الشيخ عن الحزب الشيوعي بشمال المدينة والتي تحظى بحظوظ وافرة لنيل مقعد في البرلمان.
وفي مدينة ليون ثالث كبرى مدن فرنسا يتبارز أكثر من مرشح من أصول مهاجرة من بين نحو 20 مرشحا.
المرشحون السود من أصول إفريقية كان لهم أيضا نصيب في القائمات الانتخابية، وتمثل جورج بو لاجفياني -وهي من أصول إفريقية- الحزب الاشتراكي بالدائرة التاسعة عشرة في باريس، فيما يدخل الحاج سيدي سومار -وهو مسلم من أصول سنغالية- كمرشح لحزب الخضر في نفس الدائرة الانتخابية.
ويتركز المرشحون الفرنسيون من أصول مهاجرة في ضواحي باريس، حيث تتواجد كثافة سكانية مهاجرة كبيرة (نحو 500 ألف مهاجر من أصول عربية ومسلمة) ذات ثقل حقيقي.
ففي دائرة "سانت سانت ديني" يتنافس العديد من المرشحين منهم ثلاثة يمثلون قوى سياسية رئيسية؛ ففي مناطق "لا كورناف"، و"أبورفلي"، و"بورجي" يتنافس كمال حمزة مرشح الحزب الحاكم في مواجهة ميلود عوينيت المرشح عن الحزب الشيوعي ورئيس "الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب". وفي مواجهتهما تتقدم مليكة أحمد التي سبق انتخابها كمستشارة في بلدية "أبفرفلي" كمرشحة مستقلة.
وتدخل مليكة أحمد (38 سنة) الانتخابات التشريعية بشعار "التعددية في الجمعية الوطنية".
وتقول في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين نت": "هذه المرة الثانية التي أدخل فيها الانتخابات التشريعية؛ فقد سبق لي أن دخلت تشريعيات 2002 كمرشحة عن (حركة المواطنة) التي ترأسها الوزير الأول السابق (جون بيار شفانمان)".
وتضيف مليكة: "بالرغم من تعدد الترشحات في منطقة سانت سانت ديني (20 مرشحا) فإن حظوظنا هذه المرة كمرشحين من أصول مهاجرة تعتبر وافرة لدخول الجمعية الوطنية لأول مرة في تاريخ فرنسا؛ وذلك لاعتبارات تتعلق بالمرحلة والعناية التي يجدها المرشحون من أصول مهاجرة ووضع بعضهم في مراكز تؤهلهم لأن ينجحوا في الانتخابات".
وترى مليكة أنه "حان الوقت لأن يكون للفرنسيين من أصول مهاجرة وجود حقيقي في البرلمان الفرنسي"، مشيرة إلى أن تعيين رشيدة داتي كوزيرة للعدل من قبل الرئيس الجديد نيكولا ساركوزي قد أعطى دفعة نحو "فرنسا جديدة ممثلة بجيل متعدد المنابع والأصول، ولكنه يشترك في الدفاع عن القيم الفرنسية".
"موضة" المرشحين المهاجرين
ويجمع العديد من المراقبين الفرنسيين على أن "ظاهرة رشيدة داتي" وتعيينها من قبل الساكن الجديد للإليزيه في منصب حساس وهو وزارة العدل، قد أحدث منعرجا سياسيا حقيقيا في الحياة السياسية الفرنسية وخاصة في التعامل مع الفرنسيين من أصول مهاجرة.
وفي هذا السياق، عمد الحزب الاشتراكي إلى تقديم أكثر من مرشح للانتخابات التشريعية من أصول مهاجرة من أجل إثبات أنه أيضا يعطي للفرنسيين من أصول مهاجرة مكانتهم.
فقد دعت المرشحة الاشتراكية السابقة للرئاسيات سيجولين رويال إلى التصويت لمرشحة الحزب في مدينة ليون نجاة بلقاسم، والتي احتلت إبان حملة الانتخابات الرئاسية منصب الناطقة الرسمية باسم رويال.
وفي الإطار نفسه دفع الحزب الاشتراكي بأحد ناطقيه الرسميين السابقين من أصول مهاجرة وهو مالك بو تيح في منطقة يحظى فيها بشعبية كبيرة بوسط فرنسا تمكنه آليا من الوصول إلى مقاعد الجمعية الوطنية.
موجة الدفع بالمرشحين من أصول مهاجرة في القوائم الحزبية الانتخابية -والتي تحولت إلى "موضة" تشريعيات 2007- وصلت إلى حزب "الحركة الديمقراطية" الجديد الذي أسسه مرشح يمين الوسط حديثا فرنسوا بيرو.
ودفع بيرو بجمال بوراس بطل الجودو العالمي لأن يكون مرشح الحركة في إحدى ضواحي باريس، كما رشح الحزب عزوز بقاق الوزير السابق في حكومة دومينيك دوفيلبان كممثل لها بالدائرة الثالثة من مدينة ليون.
"موضة" ترشيح الفرنسيين من أصول مهاجرة وصلت أيضا للجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) بقيادة جون ماري لوبان، حيث قدمت فريد سمحي الذي ينحدر من أصول جزائرية كمرشح لها في إحدى أكثر الدوائر رمزية ورفاهية وهي الدائرة السادسة عشرة بباريس.
وتجمع وسائل الإعلام الفرنسية على أن شباب الضواحي بالذات -الذين كانوا أحد ملفات الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة بعد بروزهم للضوء في "ثورة الضواحي" عام 2005- سيكون لهم ممثلوهم في البرلمان الفرنسي المقبل؛ فمنطقة "كليشي سو بوا" التي انطلقت منها الشرارة الأولى لأحداث هذه الثورة قد دفعت بأحد شبابها وهو سمير ميهي (30 عاما) للترشح.
وعلى الرغم من كون سمير ميهي، الذي يترشح كمستقل في مواجهة شخصية من الوزن الثقيل وهو إريك رؤول مرشح الحزب الحاكم، فإن ميهي لا يخفي تفاؤله بدخول الجمعية الوطنية.
ويردد بين شباب حيه قوله: "لقد حاولت دخول البرلمان العام الماضي عندما كنت عضوا في جمعية (سيسي لفي، الناشطة لصالح شباب الضواحي) لتقديم لائحة مطالبنا، ولكنهم صدونا.. لكني سأحاول أن أدخل البرلمان هذه المرة من الباب الكبير كنائب للوطن".
وتجرى الانتخابات التشريعية الفرنسية يومي 10 و17 يونيو لاختيار 577 نائبا من بين 7750 مرشحا يمثلون أكثر من عشرين قائمة حزبية ومستقلة في مختلف أنحاء فرنسا.
ولا يحظى الفرنسيون من أصول مهاجرة سواء كانوا من أصول عربية أو مسلمة أو إفريقية بأي تمثيل في البرلمان؛ وهو ما دفع بالعديد من السياسيين الفرنسيين إلى جعل مطلب تلوين الحياة السياسية وخاصة إدماج الفرنسيين من أصول مهاجرة أولوية خلال السنوات القادمة.

No comments: