Total Pageviews

Wednesday 13 June 2007

القرضاوي: الصحوة صنعها المجددون لا النكبة


في الذكرى الأربعين لنكبة 1967
القرضاوي: الصحوة صنعها المجددون لا النكبة
إعداد - ياسر محمود
عن اسلام أون لاين.نت


أكد الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الصحوة الإسلامية لم تكن ردة فعل لنكبة عام 1967، وإنما كانت نتيجة لجهود المصلحين والمجددين، أمثال: محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية، والسنوسي في ليبيا، والمهدي في السودان، وابن باديس في الجزائر، وحسن البنا في مصر، والسباعي في سوريا، والمودودي في الهند وباكستان، وكذلك نتيجة لجهود الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وغيرهم.
وأشار القرضاوي إلى أن كل ما حققته النكبة للصحوة الإسلامية أنها أتاحت مساحة من الحرية، استطاعت من خلالها الحركات الإسلامية أن تتحرك بين الناس وتعبر عن نفسها وعما تحمله من أفكار.
جاء ذلك خلال حلقة بعنوان "الصحوة الإسلامية ومآلاتها"، من برنامج "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة، الأحد 10/6/2007.
الهزيمة خير!
وحول ردود الفعل تجاه نكبة يونيو أشار القرضاوي إلى أن بعض الإسلاميين اعتبروا هذه النكبة منحة من الله؛ لأن الناس فتنوا بالطغاة وكادوا يعبدونهم ويقدسونهم، فأراد الله أن يريهم أن هؤلاء ليسوا شيئا، وبعض الناس مثل الشيخ الشعراوي رأى أن الهزيمة مع رجوع الأمة إلى ربها أفضل من انتصار مؤقت يضيع حقيقية الأمة وروحها.
وقال القرضاوي: "إن الأمم حين تصاب بحكم طاغ، متجبر، مستبد، يضيع حقوق الأمة، ويخرب، ويدمر، تتمنى الخلاص منه ولو بعدو، وأنا لا أقر هذا ولا أبرره، ولكنه يحدث".
وأكد أن الصحوة الإسلامية بعد نكبة 1967، كانت صحوة عقول وأفكار، وصحوة قلوب ومشاعر وحماسة للدين، وصحوة اهتمام بقضايا العالم الإسلامي، بعدما كانت كل دولة تحرص على القطرية والمحلية، وصحوة إرادة وعزيمة، صحوة عمل وسلوك.
وعن دور الجامعات في إحداث الصحوة الإسلامية، أشار القرضاوي إلى أن شباب الجامعة هم الذين بدءوا بالصحوة، وهم الذين قادوها، وقال: "لا يستطيع أحد أن يدعي أنه قام بالصحوة، لا الإخوان ولا غيرهم، ولكنها كانت انفجارا صنعه الله، بدأت بشباب الجامعات في كليات القمة، وحتى الأزهر تأخر عن هذا، بل وحين بدأت في الأزهر لم تبدأ في الكليات الشرعية وإنما بدأت في كليات القمة أيضا، فكانت الريادة لهؤلاء الشباب".
وأضاف: "إن أصداء الصحوة ما زالت مستمرة حتى اليوم، ولا يزال الملايين من الفتيات محجبات، ولا يزال الملايين من الشباب يملئون المساجد في كل مكان، ولا يزال الكتاب الإسلامي هو الكتاب الأول في سوق التوزيع".
واقعية الحل الإسلامي
وعما إذا كانت الصحوة الإسلامية مسئولة عن إنتاج جماعات العنف، قال القرضاوي: "هذا صحيح، ولكن ينبغي أن ننظر إلى الأمور في مجموعها، فالعنف ليس ظاهرة إسلامية، ولكنه ظاهرة عالمية، فهناك عنف عند المسيحيين في أمريكا وبريطانيا، وهناك عنف عند اليهود، رأيناه في قتل إسحاق ربين، وهناك عنف عند الهندوس رأيناه في قتل أنديرا غاندي وراجيف غاندي، وهناك عنف عند اليابانيين، عنف في أنحاء العالم، والشريحة التي تبنت العنف قليلة، ولكن الإعلام يضخم هذه الشريحة، وتيار الوسطية والاعتدال هو التيار الأعظم جمهورا، والأوسع قاعدة، والأرسخ قدما، والأطول عمرا".
وحول ما آلت إليه الفرضية التي تقول بحتمية "الحل الإسلامي"، والتي ظهرت أعقاب النكبة، قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: "لو حللنا الواقع تحليلا حقيقيا دون مراوغة ولا تلبيس لوجدنا الشعوب الإسلامية في جمهرتها وفي أغلبيتها تريد الحل الإسلامي، وهذا ما ترفضه العلمانية في الداخل والقوى الإمبريالية بالخارج، ولو ترك للشعوب أن تختار لاختارت الحل الإسلامي، وهذا ما حدث في مصر حيث صعد من يرفعون شعار "الإسلام هو الحل"، وفي فلسطين حينما تقدم أبناء حماس الذين تبنوا الإسلام عقيدة وشريعة وعبادة ومعاملة ودعوة ودولة، اختارهم أغلبية الشعب الفلسطيني، فالمسار الديمقراطي في صالح الإسلاميين، وفي صالح دعاة الحل الإسلامي".
العلاقة بين القوميين والإسلاميين
أما عن علاقة الصحوة بالتيار القومي بعد نكبة 1967، أشار الدكتور القرضاوي إلى حدوث الفرقة بين التيارين قبل النكبة، حيث كان الإسلاميون مضيقا عليهم في السجون والمعتقلات بينما الشيوعيون وغيرهم كانوا ممكنين من أجهزة الإعلام وكل مراكز التوجيه والثقافة، وهذا ما نتج عنه - حسب قول القرضاوي - غلبة التيارات المتشددة في وقت من الأوقات، فكان كثير من الإسلاميين يرفضون القومية مطلقا، وكثير من القوميين يرفضون الإسلام مطلقا، ويريدونها قومية علمانية لا صلة لها بالإسلام، إلا أن الظروف السياسية في السنوات الأخيرة أجبرت القوميين والإسلاميين على الالتقاء، وذلك حينما وجد أناس يدعون إلى تطبيع العلاقات مع اليهود، وكان صوتهم عاليا، ووجد العقلاء من القوميين والإسلاميين وهم الجمهرة الكبرى أن الخطر قادم ويجب أن يقف الجميع أمام هذا الخطر، واجتمعت لجنة نسقت بين التيارين، واجتمعوا في بيروت وأنشئوا المؤتمر القومي الإسلامي، الذي لا يزال قائما إلى اليوم، والذي أسس
وأنشأ مؤسسة "القدس الدولية" لحماية القدس وتثبيت أهلها وإعانتهم على الصمود.
وعن أفق العلاقة بين الاشتراكية والإسلاميين قال القرضاوي: "إذا كانت الاشتراكية معتدلة، تؤمن بالحريات وبحق الشعوب وبحقوق
الإنسان، فنحن نتعامل معها ونتعاون، حتى مع العلمانية المعتدلة، فهناك علمانية معتدلة وأخرى متطرفة لا تريد أن يبقى للإسلام أي كيان، ولا تريد أن تعطي المسلمين أية درحة للتحرك، حتى العلمانية المعتدلة يمكن أن نمد لها يدنا أمام العدو المشترك، وكذلك الاشتراكية المعتدلة".

No comments: