Total Pageviews

Wednesday 12 November 2008

ماتت مريم ماكيبا

ماتت مريم ماكيبا ، المرأة السمراء، التي كانت أحسن سفير للقارة سنوات السبعينيات، فكانت الصوت الذي يبعث الدفء والأمل، ويمسح عن وجه القارة التي مزقتها الحروب والمجاعات، آلامها. مريم ماكيبا.. قد لا يعرف الكثير من شباب اليوم هذا الإسم ولم يسمعوا إلا خبر وفاتها الذي نشرته الصحف في صفحاتها الأولى. فمريم الصوت الدافئ الذي غنى حب الجزائر، لم تعد لها مكانتها هنا، الجزائر التي تنكرت للكثيرين في السنوات الأخيرة، بعد أن سدت أبوابها أمام كل من يعمل على نشر الوعي في أوساط الشباب، فأين نحن من زمن أغاني مارسيل خليفة، وأشعار درويش، وأحمد مطر.. وأين نحن من أغاني الشيخ إمام وأشعار صديقه أحمد فؤاد نجم، نجم الذي يعيش هذه الأيام ظروفا صحية متدهورة. أين نحن من زمن الأغنية الملتزمة، التي رفعت عاليا صوت الإنتفاضة الفلسطينية، وعبرت عن آلام الجياع والمحرومين في كل شبر من الوطن العربي، أين نحن من تلك الأصوات والأشعار التي كانت تعري عورات الأنظمة العربية، وتكشف دسائسها السياسية، وخضوعها وذلها وسقطاتها أمام الإمبريالية العالمية. بل من منّا ما زال يذكر مصطلح الإمبريالية، وجشعها الإقتصادي، بعد أن وضعت أمريكا يدها على كل شيء من ثروات الوطن العربي، كل هذا لأن الموت غيّب إمام، وأقعد المرض نجم، وعلت غوغاء الأغاني المتساقطة فوق صوت مارسيل خليفة وأميمة الخليل. وأفسد الفن الساقط ذوق الإنسان العربي، فلم تعد أعمال مثل "التقرير" أو"المصير" أو"الحدود" تجد طريقها إلى قلب الملتقي، بعد أن تبلدت الحواس، وغاب الوعي السياسي والقومي، وتفككت المجتمعات اللاهثة وراء الإستهلاك الأعمى. ماتت ماكيبا دون أن تلد ماكيبا أخرى...
الفجر الجزائرية
12 نوفمبر 2008

No comments: