Total Pageviews

Wednesday 12 November 2008

الثلاثاء 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008



جدل بين قادة "مجتمع السلم" الجزائرية بشأن تفضيل الحكم أو المعارضة



الجزائر ـ خدمة قدس برس

دعا قيادي في "حركة مجتمع السلم" الجزائرية "حمس"، إلى تصحيح موقع الحركة في المشهد السياسي وملء موقع المعارضة الخالي من أي حركة ذات حجم مؤثر، وأكد أنّ لجنة الصلح بين الفرقاء في الحركة قطعت أشواطا مهمة، معرباً عن أمله في أن تثمر قريباً صلحاً يُترجم على أرض الواقع.

واعتبر النائب الأول لرئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية، عبد الرزاق المقري، في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، أنّ الدعوة لعودة "حركة مجتمع السلم" إلى المعارضة تُعتبر خدمة للوطن. وقال المقري "أعرف أنّ الحركة اتخذت موقفاً منحازاً لصالح المشاركة السياسية واستمرار رئيسها في منصب الوزارة، ولكن أنا عندي رأي شخصي منذ أيام الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، وكنت وقتها رئيساً للكتابة البرلمانية. فقد رفضت التصويت على برنامج الحكومة، وقد تفهّم الشيخ نحناح رحمه الله الموقف وتعايش معه".

وقال المقري "أنا اليوم أعتقد أنّ الأنسب للمصلحة الوطنية أن تكون الحركة في المعارضة، لأنه لا يوجد غيرها في هذا الموقع يمكن أن يؤدي هذا الدور"، حسب تقديره.

وأشار المقري إلى أنّ لجنة الصلح بين فريقي الخلاف داخل "حركة مجتمع السلم" قطعت أشواطاً وصفها بـ "المهمة" لرأب الصدع الداخلي بالحركة، وقال "لقد بذل الوسطاء جهوداً كبيرة، ولدينا آمال بأن تنتهي الخلافات في وقت قريب، ونحن حريصون على كل فرد من أبناء الحركة"، وفق تأكيده.

لكنّ القيادي في "حركة مجتمع السلم"، المقيم في لندن، الدكتور عبد اللطيف بالطيب، الذي تحدث لـ "قدس برس"، أعرب عن استغرابه لتصريحات المقري، واعتبر أنها لا تعني شيئا من الناحية السياسية غير إشاعة البلبلة في صفوف حركة تعصف بها رياح الخلاف هذه الأيام، على حد تعبيره.

وقال بالطيب "لا شك أنّ حركة مجتمع السلم تُعتبر من الحركات السياسية الكبرى التي تحتمل اختلاف وجهات النظر، ولكن ليس إلى درجة أن يأتي نائب أول لرئيس الحركة ليعبِّر عن رفضه لقرار المشاركة في الحكومة أو المنصب الوزاري وهما قراران تمت إجازتهما داخل مجلس شورى الحركة، وكان يمكن تقبّل هذا الرأي لو أنّ الأخ المقري صرّح به في مؤسسات الحركة وعمل على إقناع القيادات به بدل إشاعته في الإعلام، وإظهار كما لو أنّ الموقف داخل الفريق الواحد لم يعد موحداً"، وفق رأيه.

وأشار بالطيب إلى أنّ استراتيجية المشاركة في الحكم "كان قد دعا إليها وناضل من أجلها (مؤسس الحركة) الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله"، واعتبر أنّ الأوْلى بالمعارضة أن تكون في وقت سابق وليس اليوم.

وأضاف بالطيب "إنّ الذهاب إلى المعارضة خيار استراتيجي لا يمكن الفصل فيه بجرّة قلم، وإنما هو قرار من المؤسسات الشرعية لحركة مجتمع السلم. وما يجري اليوم من مشاركة في الحياة السياسية هو ترقية لتلك الدعوة التي أطلقها مؤسس هذه الحركة، ووضع الجزائر الحالي يحتاج من الجميع التريث والصبر والنفس الطويل حتى تتحول أحلام اليوم إلى حقائق في الغد القريب بإذن الله"، كما قال.

No comments: