نقابة سيدي السعيد تعلن الحرب على الاستثمار العربي

رغم تظاهرها بمساندة برنامج رئيس الجمهورية -


نقابة سيدي السعيد تعلن الحرب على الاستثمار العربي وتهدد بشلّ الموانئ بعد

هددت تنسيقية الموانئ التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين بشل موانئ مختلف ولايات الوطن بعد رمضان مباشرة، في حال إقدام السلطات على التوقيع على قرار منح موانئ دبي حق تسيير ميناء الجزائر، وميناء جنجن بولاية جيجل الذي يعد أكبر ميناء في القارة الإفريقية لكنه غير مستغل بشكل صحيح

.
وأكدت التنسيقية على لسان أمينها العام إدريس بن بريك، أمس في اتصال هاتفي مع "البلاد"، أن التنسيقية ستجتمع بعد منتصف الشهر المقبل لمناقشة الوضع وتحديد رزنامة الاحتجاجات المقررة في حال تأكد الصفقة، مؤكدا أن التوقيع على العقد سيؤدي إلى انفجار حقيقي عبر موانئ جميع الوطن، ستكون السلطات عاجزة عن تحديد الخسائر التي سيخلفها للاقتصاد الوطني• لكن هذه التنسيقية لم تعط بدائل لمنع تكرار حوادث العمل المميتة مثل تلك التي قطعت فيها يد شاب يعمل في الميناء، لأن ظروف العمل لاتزال بدائية، في وقت نجحت فيه مؤسسة موانئ دبي في الحصول على صفقات في العديد من دول العالم المتقدم. واستغرب متتبعون للشأن الاقتصادي في الجزائري عدم لجوء التنسيقية إلى التلويح بإضراب عن العمل وشلّ موانئ الجمهورية عندما حصلت مجموعة "بورتيك" السنغافورية الأمريكية على امتياز تسيير ميناء بجاية، وتواصل العمل بشكل عادي جدا•

في حين تحركت التنسيقية بشكل غريب بمجرد أن جنسية الشركة التي ستسير الميناء من دولة عربية. وقال المتحدث إن المفاوضات بين وزارة المساهمة وترقية الاستثمارات والتجارة، وكذا مؤسسة موانئ دبي تتم في الخفاء ودون استشارة أو إشراك العمال بالرغم من أنهم معنيون بالعملية، والقانون يقضي بإشراكهم في أي عملية خوصصة أو بيع. واستغرب المتحدث الطريقة المنتهجة من طرف الحكومة في عملية خوصصة المؤسسات العمومية، حيث تقوم دائما بتجاوز المراحل الخاصة بالخوصصة، إذ تقوم بالمفاوضة مع المؤسسات الأجنبية والتوقيع على صفقات البيع دون إشراك العمال، ثم تدخل بعد ذلك في مفاوضات مع العمال مجددا مجبرة ومكرهة بعد قيام هؤلاء بشنّ مجموعة من الاحتجاجات، وهو إجراء غير مفهوم من طرف السلطات• وأكد بن بريك أن التنسيقية يمكنها أن تتساهل في مفاوضاتها مع السلطات حول ميناء جنجن باعتباره ميناء غير ناشط، لكن ميناء الجزائر الذي يعد ثروة قومية يجب أن تكون مشاورات دقيقة حوله يتم خلالها دراسة جميع جوانب الخوصصة. وأكد بن بريك باسم التنسقية أن قرار منح تسيير ميناء الجزائر لموانئ دبي تعسفي ولامسؤول، ويستدعي المراجعة• وأضاف أنه على السلطات البحث عن صفقات لإنشاء موانئ جديدة عصرية ذات عتاد قوي وجديد. ولكن المتحدث لم يشر، لا من قريب ولا من بعيد، إلى حصول الشركات الفرنسية على العشرات من المؤسسات العمومية الجزائرية التي تمت خوصصتها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولا عن الوضعية الكارثية لعمال العشرات من المؤسسات التي لم تجد حتى من يفكر في شرائها•

وسارع المتحدث باسم تنسيقية الموانئ إلى إعلان الحرب بالوكالة على الاستثمارات العربية، على الرغم من أن التقارير الدولية المختصة قد أشارت إلى أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة الوحيدة التي نجحت في الجزائر كلها استثمارات عربية، في الوقت الذي تواصل فيه الدول الغربية ممارسة ضغوط حادة على الجزائر والعمل على ترويج الأطروحات القائلة بأن مناخ الأعمال غير مستقر وغير مشجع في الجزائر. يذكر أن عقد تسيير ميناء الجزائر الذي سيؤول بنسبة كاملة إلى مؤسسة موانئ دبي العالمية سيتم التوقيع عليه قبل نهاية العام الجاري، حيث ستحصل المؤسسة على نسبة 50 بالمائة من محطة الحاويات. وتبلغ قيمة الاستثمار التي عرضها الجانب الإماراتي لتحديث الميناء وتجهيزه بنحو 700 مليون دولار. تجدر الإشارة إلى أن ميناء الجزائر يعد الأهم في الوطن ويمثل 47 بالمائة من مجموع نشاط موانئ الوطن وبه نهائي حاويات يستقبل 400 ألف حاوية سنويا.

البلاد الجزائرية

27 سبتمبر 2007

ك ليلى/ع.بوكروح