Total Pageviews

Thursday 27 September 2007

ولن نرضى أن يسرق الكسكسي أيضا


سيدي الرئيس ···حضرات المستشارين ····
سرقت منا أشياء كثيرة ·· ولن نرضى أن يسرق الكسكسي أيضا ···
في السنة الماضية صمت نصف شهر رمضان في قسنطينة، كنت قد تفتت من الشوق للصيام في قسنطينة بعد 12 سنة من تجربة الصيام في منطقة مسيحية محضة لا يوجد فيها أي مظهر من مظاهر رمضان، بل على العكس هناك من ينزعج من صيامي مع أني أنا من يجوع، وأنا من يعطش، وأطبخ في طنجرتي، وأفطر في بيتي، والآذان أسمعه من قناة التلفزيون، حيث لا مآذن في المنطقة ...
لا علينا ....
في قسنطينة في السنة الماضية استمتعت بالتحوج لرمضان ...
دخلت المحلات عشية رمضان، وذبت في ذلك النسيج القسنطيني في الأسواق.. كنت سعيدة رغم أن>الألمان< و>الإيطاليين< سرقوا فكرة طنجرتنا الفريدة في العالم >طنجرة الكسكسي<، كان البائع >سلفيا< بلحية طويلة وقميص أبيض وسروال >نصف الساق <...
سرق>الأفغان< شكل البائع ...
قال لي بلهجة قسنطينية جميلة >تحبي مايد إن جيرمني أو مايد إن إيطالي؟ <
سألته مازحة >ماكانش مايد إن ألجيريا؟ <
فأجاب:>كلش كاين أختي، كل واحد ومقدورو، بصح ما كان ما كان مايد إن ألجيريا< وراح يعرض علي البضاعة على اختلافها .
في الحقيقة حين رأيت الطناجر الجميلة في الواجهة ظننت أن صناعتنا تطورت ولكن هذه الطناجر جاءت من إيطاليا وأخرى من ألمانيا ...
كان الفرق شاسعا بين الطناجر الجزائرية والمستوردة، ولم تنفع وطنيتي في شيء ، اشتريت >طنجرة ألمانية< وعدت إلى البيت ···
هذه السنة وكما كل سنة في لبنان، أمارس >عوايدي القسنطينية <···
تحوجت لرمضان ووقفت طويلا أمام رف الكسكسي في السوبر ماركت، ثم اخترت >كسكسي إيطالي< وحين عدت إلى البيت كانت المفاجأة، طبق الكسكسي يعد على قناة أجنبية من طرف سيدة إيطالية، أشارت السيدة الشقراء الشابة أن الكسكسي طبق لذيذ >جاءهم< من شمال افريقيا، واستقر في صيقلية وسردينيا، ثم انتشر في أهم المطاعم الإيطالية .
حضرت السيدة عصير الطماطم مع توابل عدة ورمت بالكسكسي في الطنجرة مع الخليط وقالت بالحرف الواحد >يجب أن نترك الكسكسي حتى يمتص العصير لحوالي ساعة.. ثم قطعت أنواعا كثيرة من الخضر مع القريدس(الكروفيت) ،وطبخت كل هذه الأشياء معا في مقلاة، ثم سكبتها على طبق الكسكسي، وراحت تتذوقها وتردد >يا مي... كم هو لذيذ <..
القصة ليست هنا فقط ...ففي كل مرة أحضر فيها الكسكسي أدعو الأصدقاء لتناوله معي على أساس أن كل واحد منهم ذاقه في باريس وأنه طبق من أشهى الأطباق في العالم ..
أقدم طبختي التي تعلمتها أبا عن جد من عائلتي، وإذا بي أفاجأ بالتعليقات :
- لماذا لم تضعي فيه >المرفاز<؟
أجيب أن الكسكسي لا يوضع فيه المرفاز ولكن اللبنانيين يصرون أنه يطبخ بالمرفاز في باريس
ثم كل واحدة تدعي أنها تعرف تحضيره مرة على طريقة >الشيف رمزي< ومرة على طريقة >الشيف أنطوان <
ولأني جزائرية و>دمي حامي< فقد أصبح كل من يطلب مني أن أدعوه إلى طبق كسكسي أضع له شروطي :
- ستأكلون الكسكسي على طريقة جدتي ومن يريد أن يعلق فليذهب إلى باريس ويأكله كما يريد .
نعم انتفضت ضد أصدقائي وبعض الأقارب والجيران ..
و اليوم أرفع قضيتي للسيد الرئيس ....
فقد تمادى الجميع على ما يبدو في السطو على أبسط وأعتق شيء في تراثنا ....
صح رمضانكم ...
وليعش الكسكسي على الطريقة الجزائرية
فضيلة الفاروق

No comments: