Total Pageviews

Monday 14 February 2011

الجزائريون والأنترنت!

الجزائريون والأنترنت!

كثـر الحديث، بل كاد يقتصر على الدور المحوري الذي لعبته الوسائط الإلكترونية في الثورة الشعبية في مصر، بعدما تأكد أن شباب ''الفايسبوك'' هو من أطلق الشرارة الأولى لهذه الانتفاضة التي تلقفها الشارع وحوّلها لأول ثورة عربية يطلقها عامة الناس، بعيدا عن أي نوع من الزعامات والقيادات السياسية·

سامية بلقاضي


مثل هذا الحديث سلّط الأضواء على الفضاء الإلكتروني في الجزائر وإمكانية خلق فضاء إلكتروني سياسي فاعل في المجتمع بعدما تأكد فشل التنظيمات التقليدية في خلق هذه الحركية، فالأرقام تشير إلى أن عدد المشتركين في الأنترنت في الجزائر بلغ حوالي 2 مليون شخص، في حين أن عدد المدونات يتراوح ما بين 5000 إلى 9000 مدونة يشرف عليها جزائريون، في الوقت الذي يرى الكثيرون أنه قد تجاوز 10 آلاف مدونة مسجلة في عدد من المواقع الإلكترونية المشرفة على المدونات، مع الفارق في عملية التحديث والتحيين، إذ أن المدونات التي تعرف إشرافا دوريا

لا تتجاوز 6000 مدونة جزائرية· ومع أنه لا وجود لدراسات ميدانية بخصوص التدوين في الجزائر، إلا أن معظمها ذات طابع شخصي تهتم بنشر اهتمامات أصحابها، في حين أن المدونات والصفحات الجماعية التي تهدف لبعث حركية في المجتمع يتشارك أصحابها في فكرة خلق فضاء للمجتمع المدني، تظل قليلة وبعيدة عن مستوى الدول المجاورة في كل من تونس على سبيل المثال· بهذا الخصوص يمكن ذكر عدد من الصفحات على ''الفايسبوك'' تهدف إلى إطلاق حملات توعوية، على غرار صفحة ''من أجل التخلص من الازدحام في شوارع العاصمة''، وهي الصفحة التي لقيت إقبالا فاق كل التوقعات ويرد فيها بعضا من التدابير التي يمكن للمنتمين للصفحة العمل بها من أجل تحقيق هدف التقليل من زحمة السير في العاصمة· والحال أن الصفحة الخاصة بمجموعة ''ناس الخير'' عرفت هي الأخرى أرقاما قياسية نجحت في أن تكون بمثابة الشبكة المنتشرة عبر كامل التراب الوطني وفي كل ولاية، إذ تقوم على إطلاق حملات تحسيسية ومبادرات خيرية وبالفعل نجحت في تشكيل شبكة كبيرة تضم أكثر من نصف مليون مشترك عبر كل الولايات·

المثير أن الساعي للبحث عن واقع المدونات والوسائط الإلكترونية في الجزائر يتأكد أن الاهتمامات تختلف بشكل كبير، إذ أن الغالبية الكبرى ذات طابع شخصي تهتم بالتواصل مع من يشترك مع صاحب المدونة أو الصفحة الإلكترونية ذات الاهتمامات، في حين أن هناك من المدونات وصفحات الشبكات الاجتماعية ما يهتم بتقديم خدمة مدنية وخيرية في المجتمع، في حين أن الاهتمام والانشغال السياسي لا يلقى الرواج الكبير، مثلما يؤكده السيد محمد خروبي، مشرف على مدونة ''أصدقاء الجزائر'' وهي المدونة التي تهتم بالتواصل مع كل الأجانب الذين زاروا الجزائر من أجل إبداء رأيهم في الجزائر بقوله: ''المشكلة في مسألة المدونات في الجزائر كونها بعيدة عن التحديث، على اعتبار أن أعدادا كبيرة يتم تسجيلها بشكل دوري، غير أنه لا يتم تحديثها وفي كثير من الأحيان تظل مجرد تسميات لصفحات جامدة، التدوين يعني الالتزام بالتحديث يوميا سواء تعلق الأمر بمدونات شخصية أو عامة، وهو ما يلتزم به الكثير من المدونين الجزائريين، فهم يفتقدون للنفس الطويل''·

والحال أن جل المدونات الشخصية على عكس صفحات ''الفايسبوك'' لا يتم تحديثها بالشكل اللازم، مثلما يحدث مع صفحات ''الفايسبوك'' التي أصبحت بنفس درجة البريد الإلكتروني يتم الاطلاع عليها بشكل يومي· في الجانب الآخر هناك العديد من الصفحات على المواقع الاجتماعية والمدونات الخاصة بالأخبار، على غرار ''المراسلون الجزائريون'' وتلك التي تشرف عليها بعض الجرائد الوطنية، غير أن المدونات والصفحات السياسية تظل قليلة جدا، أو تكاد تعد على أصابع اليد والحال أنه على قلة هذه الصفحات إلا أنها نجحت في أن تستقطب عددا كبيرا من الجزائريين الذين يتقاسمون أطروحات أصحاب المدونات والصفحات الإلكترونية، من هذه المدونات التي نجحت في جلب حشود وتجسيد حملات توعية، يمكن ذكر مدونة:


1 - ''الجزائر مسالمة''، وهو موقع يهدف إلى حشد الشباب، وقد تمكن من تنظيم خرجات في ساحة حرية التعبير من أجل المطالبة بتحسين مستوى معيشة المواطن الجزائري·


2- ''حركة الشباب الجزائري من أجل التغيير''، وهو موقع يهدف لتجميع كل الحركات الشبابية على المواقع الاجتماعية مع الحرص على الابتعاد عن أي انتماء حزبي والتأكيد على البعد السياسي السلمي·


3- ''نادي الديمقراطيين'' وهي مدونة يشارك فيها عدد من الإعلاميين والشخصيات المعروفة على الساحة الوطنية يسعون إلى حشد جموع الديمقراطيين وخلق فضاء إلكتروني من أجل التواصل عبر التراب الوطني·


4- ''حركة الشباب من أجل استعادة المواطنة''، وهي مدونة وصفحة تشهد إقبالا متباينا تهدف إلى إشراك الشباب الجزائري في الحياة السياسية والعمومية في الجزائر·

مثل هذه المدونات والصفحات الإلكترونية، باتت تلقى الإقبال والمشاركة الفعالة، على اعتبار أن البعض منها بات يشكل شبكات تحرص على الالتقاء وتبادل الأفكار وتنظيم حملات تهدف لتطوير العمل الميداني في كل ما يمس بالمجتمع المدني في الجزائر، مع ضرورة الإشارة إلى أن هناك من الشخصيات السياسية التي تملك مواقع ومدونات وصفحات عبر الأنترنت، إلا أن قلة منهم فقط تتواصل وتنجح في استقطاب المشتركين في الانترنت· يحدث هذا في الوقت الذي تؤكد فيه المعطيات والمؤشرات أن نسبة انخراط الجزائريين في شبكة الأنترنت لا ترقى لمستوى الاستفادة من هذه الوسائط الإلكترونية، ولعل عدم اهتمام الجرائد الكبرى والأحزاب السياسية، الجامعات، الوزارات وغيرها من المؤسسات العمومية في استغلال الأنترنت دليل على تأخر الجزائر في التواصل الإلكتروني، وعدم قدرتها على خلق مجتمع إلكتروني فعال في الحياة العامة للبلاد·

----------------------------------------------------------
Aljazair news

No comments: