Total Pageviews

Tuesday 8 February 2011

أناشد بوتفليقة البدء بالإصلاح قبل فوات الأوان

الثلاثاء 8 شباط (فبراير) 2011

ناشط جزائري لـ "قدس برس": أناشد بوتفليقة البدء بالإصلاح قبل فوات الأوان

لندن ـ خدمة قدس برس
ناشد مرشح حركة مجتمع السلم الجزائرية "حمس" السابق إلى الانتخابات البرلمانية في الخارج، الأكاديمي الجزائري الدكتور عبد اللطيف بالطيب، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة البدء بإصلاحات سياسية جذرية قبل فوات الأوان، وحذر من مغبة تهميش مطالب النخب السياسية والقواعد الشعبية في تحرير الفضاء السياسي والإعلامي وتقديم المعالجة المناسبة للمشاكل الاقتصادية التي وصفها بـ "الضخمة والمعقدة" التي تعيشها الجزائر على الرغم من المردود الكبير لثروة الجزائر من النفط والغاز.

وأشاد بالطيب في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" بما اعتبره "إجازات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الديبلوماسية والسياسية"، لكنه حذر من أن عدم اقتناص اللحظة التاريخية الراهنة للإقدام على إصلاحات جوهرية قد يعصف بهذا التاريخ الذي وصفه بـ "المشرق" ويعيد الجزائر إلى مربع الفوضى الذي خرجت منه للتو، وقال: "لا شك أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قدم الكثير للجزائر ولشعبها، بدءا بمشاركته في حرب التحرير ودفاعه عن صورة الجزائر وسمعتها في المحافل الدولية وانتهاء بإرسائه لمشروع الوئام المدني ثم السلم والمصالحة، وهي السياسة التي أخرجت الجزائر من عنق العشرية السوداء التي كادت أن تعصف بوحدة البلاد واستقرارها".

وأضاف: "كل هذه الانجازات التي يفخر بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومحبوه من الجزائريين، هي الآن في الميزان إذا لم يتداركها بوتفليقة بخطوات فعلية سيحفظها له التاريخ، وذلك عبر فتح باب الحريات السياسية الحقيقية وفتح المجال الإعلامي ليكون معبرا عن مختلف الشرائح السياسية والاجتماعية والشعبية في الجزائر، وأن يتجاوز الخطوات المترددة في محاربة الفساد والمفسدين، وذلك بحل الحكومة ومجلسي الشعب والأمة والدعوة لحكومة إنقاذ وطني تشمل مختلف التيارات السياسية والمدنية التي يُشهد لها بالكفاءة والطهارة دون إقصاء أو تهميش تسهر على إجراء انتخابات تشريعية جديدة في ظل تعددية حزبية حقيقية وفي إطار دستور جديد تصوغه لجنة قانونية ودستورية مستقلة".

وحذر بالطيب بأنه في حال عدم اقتناص هذه اللحظة التاريخية فإن الجزائر معرضة لتكرار النموذجين التونسي والمصري، وقال: "يعلم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أكثر من غيره أن الأسباب التي دفعت بالشعب التونسي إلى الانتفاض أو تلك التي دفعت بالشعب المصري إلى الاعتصام في ميدان التحرير على الرغم من قساوة المناخ، كلها موجودة في الجزائر، ولعلها تكون أكثر دموية وعنفا، وهو ما يتطلب موقفا شجاعا يقود به الرئيس بوتفليقة الجزائر نحو تغيير سلمي للسلطة باتجاه وضع ديمقراطي حقيقي يتنافس فيه المختلفون ويتداول فيه على قيادة البلاد الوطنيون من مختلف المشارب السياسية دون إقصاء أو تهميش".

وأضاف: "ليس من الحكمة على العاقل أن يدفع بالجزائر إلى العودة إلى مربع السنوات السوداء، أو أن يرضى لنفسه أن يخرج من الرئاسة مطرودا كما في النموذجين التونسي والمصري، وأن يبدأ الإصلاح بإعلان العفو العام عن معتقلي الرأي والسماح للمنفيين بالعودة وإشراكهم في بناء الجزائر التي حررها الجميع ويبنيها الجميع"، على حد تعبيره.

وقلل بالطيب من أهمية توجيه الرئيس بإعادة صياغة قانون الطوارئ من أجل رفعه، وقال: "لقد كان بإمكان خطوة تعديل قانون الطوارئ، التي وجه بها الرئيس بوتفليقة أن تكون ذات معنى لو جاءت قبل الأحداث السياسية الضخمة التي جرت في تونس ومصر، لكنها اليوم تعتبر متأخرة جدا وأقل من المطلوب، ولا تلبي طموحات الجزائريين في الحرية والكرامة، لا سيما وأن استبدالها بقانون مكافحة الإرهاب يفرغ الخطوة من محتواها ويبعث على التشاؤم. ولذلك فلا معنى لاستثناء العاصمة من التظاهر، لأنه لا معنى للمظاهرات أصلا إذا لم تكن في العاصمة ليسمعها السياسيون الفاعلون"، على حد تعبيره.

No comments: