Total Pageviews

Wednesday 24 October 2007

استفزاز المعتدلين

استفزاز المعتدلين

ما معنى أن يستفز من يدعو الى الاعتدال والوسطية والحوار ؟

ما معنى أن يقصى مترشح مشهود له بالوطنية والمواقف المتزنة بل المضحك ان يتهم الركع السجود بأنه شارب للخمر..ثم يرفض ترشيحه وكأن تناول الخمر –جدلا- اصبح من نواقض الترشح للانتخابات والجميع يعلم أنه في الواقع يفرض على جالينتا في الخارج في مناسبات وطنية مشهودة رغما أنف الجزائريين المقيمين في الخارج..

ان من المضحك المبكي ان يتهم شخص مشهود له بالوطنية والاعتدال ويقاد مصفدا الى السجن في رمضان ثم يمضي العيد وما بعد العيد بين المجرمين والقتلة ثم يقال له تشابه اسماء ويقذف له بدريهمات تعويضا على سجنه وبهدلته وعن وظيفته التي كاد يخسرها والآلام التي عاناها أهله.

بل الاعجب ان ينصب البعض انفسهم اوصياء على الشعب الجزائري وينصحونه بالخطأ ويكفونه عن الصواب..
ما معنى أن يمنع الراغبون في المصالحة والسلم بحجج واهية بل بتهم باطلة لا أساس لها من الصحة..
اليس كل هذه التصرفات تصب في خانة الاستفزازات وبدعم رأي من يدعو الى المزيد من التطرف والتشدد في الجزائر..

أليس من الغرابة أن يحذف مقطع من النشيد الوطني الجزائري ..المقطع الذي يتكلم عن فرنسا
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب.........
البعض يرى انه ربما خطا مطبعي...والسؤال لماذا يقع الخطأ على هذه الأبيات بالذات...؟؟؟
ان هذا استفزاز للشهداء في قبورهم والمجاهدين الشرقاء وللمعطوبين والمضطهدين أيام الاستعمار الغابر الذي لايزال يمارس صلاحياته عبر بعض نوابه والمخلصين من عملائه..

أليست هذه الأعمال هي دعوة للمعتدلين للالتحاق بصف العنف والتطرف...وأن يفقد أمله في المصالحة والسلم بين الجزائريين..

انني ادعو سيادة الرئيس بوتفليقة الى أن يطهر الجزائر في الداخل والخارج من أمثال هؤلاءء الطفيليين..فلقد بلغ السيل الزبى...وآن للحليم أن يعبر الآن عن غضبه وان يفضح هؤلاء وأن يضع النقاط على الحروف..
كما أن أدعو ابناء الجزائر المخلصين الذين يتعرضون لمثل هذه الاستفزازات الى أن يصبروا ولا يستجيبوا الى أهداف هؤلاء من أعداء المصالحة المنبثين في كل مكان ومن شياطين الانس في الداخل والخارج وأن يعملوا بهدوء وروية حتى يفوتوا الفرصة على هؤلاء..
كان أحد فضيلة الشيخ محفوظ رحمه الله وطيب الله ثراه يوصينا انه اذا مورس علينا أي استفزاز فاننا نبتلعه ابتلاعا ولا نرد عليه...

ان سياسة ابتلاع الاستفزازات هي سياسة حكيمة اوصانا بها محمد عليه الصلاة والسلام حين قال ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب..فهناك تظهر القوة الحقيقية وهناك يكمن سر الانتصار على الخصم...ولكن هذا لايمنع من المقاومة والنضال السلمي الهادئ الحكيم ...والجميع يعرف ان الحكمة هي وضع اللين في موضوع اللين والشدة في موضع الشدة...
ثم نقول لهؤلاء أما آن لكم ان تدركوا أن الشعب الجزائري قد نضج وشب عن الطوق وأنه اختار صادقا العفو والتسامح والمصالحة وهذا مما لا رجعة فيه.

أيها القمل كفاكم امتصاصا لدماء المسالمين والمخلصين من أبناء الجزائر الأبية....

عبد اللطيف بالطيب
لندن في 21 أكتوبر 2007

No comments: