Total Pageviews

Thursday 30 August 2007

من مرض الرئيس..إلى حكاية الثعبـان والأقزام

إشــاعات شعبـوية أم إشعـاعـات سلطوية؟!
الإشاعة.. علم وفقه سياسي قائم بذاته، يدرس في جامعات ليلية غير معتمدة رسميا، مهمتها تعليب الكذب ورميه للشارع وقراءة ردات فعله ونبضه، علم يستطيع أن يسقط دولا وأن يصادر مشاريع وأن يقتل حيا ويحيي ميتا، ويخدع شعوبا! تبدأ الحكاية صغيرة.. من مقهى أو مدرسة.. أو ملعب أو حمام نسوي وتسري الإشاعة كالنار في التبن.. والهشيم.. وتتوازى معها قراءات جس النبض ودراسة تداعيات كرة الثلج التي ظهرت صغيرة وبدأت من مرتفعات فأر صادف أسدا، لتنقل إلى فأر يسير رفقة أسد، لتصل إلى فأر لم يخش أسدا.. وتنتهى إلى فأر أكل أسدا والشهود موجودون.

البداية كانت من المقهى وثعبان المحمدية العجيب الذي دشن به صيف الكذب والإثارة وتمت مصادرة نبض المتفرجين والمشدوهين لتصحو الجزائر صغيرها وكبيرها على أن حكاية الثعبان تشبه، لحد ما، حكاية أمنا "الغولة"، وأنهم حينما كانوا يعرضون السيرك في المحمدية، ويديرون معركة الثعبان الكبير كان "الشطار" يهربون البطاطا من الأسواق ومن الأراضي ويخزونها في غرف التبريد لكي تتحول إلى ثعبان حقيقي يتم إطلاقه مع بداية رمضان لينهش من شغلته حكاية ثعبان طوله ثلاثة أمتار أو عشرة أمتار تبدد، ولم يلدغ أحدا حتى المدير العام للحماية المدنية الذي أظهر شجاعته في مواجهة الثعبان اللغز ولم يصب بأذى! ومن الثعبان الذي خدعونا به..إلى الأقزام التي ظهرت في عدة ولايات وشدت أنظار وأسماع الفقراء واستهوت حكايتها أفواها فقدت شهية الأكل من كثرة مقالب الثعابين والأقزام.. ففي مناطق عدة من مناطق الوطن تداول الناس، صيفا، أن الأقزام انتشروا هنا وهناك، وطارد المتطفلون والجائعون، وهم السنافير.. ولم يكن هناك سنافير إلا السذج الذي صدقوا حكاية ثعبان المحمدية وسنافير باب الواد أو واد سوف والجلفة والأغواط! المهم أن الإشاعة، وفي مفارقة عجيبة، عندنا ولحكمة تعرفها المخابر، لا تظهر إلا صيفا وغالبا، بل أبدا تكون مرادفة وملازمة لتغيير ما..لقضية ما.. لتحول لا يعلمه إلا أبطال الإشاعات ومهندسوها.
الإشاعة حرب قذرة بأفواه تمضغ الكذب جيدا وتلوكه ولا يمكنها بأية حال أن تكون تلقائية، وأهدافها في الغالب سياسية كحال "القنبلة" التي "فجرتها" السفارة الأمريكية بعد العملية الإرهابية التي استهدفت قصر الحكومة والتي حددت فيها مواقع ومراكز مهمة مستهدفة بالضرب بالدقيقة والساعة، لتنشر رعبا داخل أجهزة الدولة، وفي صفوف المواطنين، وأصبح الأمر لحظتها كعملية غزو فضائي، أو إنزال عدواني من المريخ ولولا "بقية" عقل لدى زرهوني استطاع، من خلاله، أن يفكك اللغم الأمريكي الذي استهدف بطة برية لاعتقد الخلق أن أسامة بن لادن سينزل بعد لحظات في مطار هواري بومدين! ومن إشاعة السفارة في العمارة، إلى حكايات أخرى وإشاعات تشبه الإشعاعات، تم تلغيم الصيف بها أمام عجز سطوي عن التصدي لتحديد مراكز البث العالي التي تصدر إشارات تلغيم الشارع وأكبر هزة أو إشاعة أو إشعاع سياسي كانت قضية مرض الرئيس وخطواته التي أصبحت تعدها الكاميرات وكلما غاب الرجل عن التلفزة أو المذياع، أو وجعه رأسه، أخرج الأخطبوط الإشعاعي رأسه لينشر إشاعته بأن في الأمر "إن" وأخوات "كان" وأبناء عم "هم".. وإشاعة مرض الرئيس الأخيرة التي انتشرت في عرض البلاد وطولها من تمنراست إلى العاصمة خلال الأيام الفارطة وأثارت رعبا في الأوساط الشعبية لا يمكن اعتبارها "فعلا معزولا" أو تمويها على دخول البطاطا حتى لا ينصب لها الناهمون والناهبون حواجز تبريد مزيفة بل الأمر يتعدى صراع الـ"تحت" إلى صراع الـ"فوق" في صيف المذكرات الحكومية وصراع جنرالين مع رئيس حكومة تائب..! بوتفليقة أفلح في الخروج من دائرة الصمت ومن محطة القرضاوي، أو سريره، أبلغ من يستعجلون "عزرائيل" بأنه كان في رحلة استجمام فترى من المستفيد من مراقبة "عطسات" الرئيس، وتحليلها، وهل قدر على بوتفليقة أن يسكن في التلفزيون حتى يطمئن الناس بأنه بصحة جيدة وأن البطاطا سوف ينزل ثمنها..عاجلا أم آجلا؟!
30 /08/2007
البلاد الجزائرية
أسامة وحيد

No comments: