Total Pageviews

Monday 4 February 2008

الانتحاريون في الجزائر عصابات أسوأ من الخوارج



الشيخ طارق السويدان لـ''الخبر''الانتحاريون في الجزائر عصابات أسوأ من الخوارج
ما يقع في الجزائر فجور ومجون وفسق وكفر بالنعمة وانحراف عن الدين
أكد الداعية الكويتي، الدكتور طارق السويدان، على أن العمليات الانتحارية المرتكبة في الجزائر وفي دول عربية أخرى ''حرام شرعا''. وشدد في حوار خص به ''الخبر'' على أنه ''لا يوجد لها أي سند في الدين الإسلامي''. واعتبر بأن أصحابها مجرد ''عصابات إجرامية''، وأنهم ''أسوأ من الخوارج''، لأنهم يضعفون ويسيئون للأمة الإسلامية بأعمالهم الإجرامية.
هل للعمليات الانتحارية المرتكبة في بعض الدول العربية مثل الجزائر سند شرعي في الدين الإسلامي؟
العمليات الانتحارية نوعان، نوع يتوجه إلى المحتل مثل إسرائيل، ونوع يستهدف رجال الأمن والحكومات والمواطنين في دولنا الإسلامية، مثل الجزائر وفي العراق وأحيانا في مصر، وتلك العمليات حرام، بل إنها إجرام تمارسه مجموعة من العصابات باسم الدين.
وتلك العمليات لا تجوز شرعا على الإطلاق وتحت أي مبرر، لذا يجب أن يتعاون الجميع، حكومات، جماعات إسلامية وعلماء دين، للتصدي لهذا الفكر التخريبي الإجرامي، الذي هو أقرب إلى الخوارج الذين استهدفوا وقتلوا علماء وشخصيات كبيرة وعظيمة في الإسلام، بل إنهم قتلوا عليا بن أبي طالب كرم الله وجهه باسم الدين، والإسلام من هؤلاء براء. وحتى عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال قاتله عندما طعنه بتسع طعنات: ''ثلاث منها لله، وست مما في نفسي لك''.
ولكن هؤلاء الإرهابيين، خاصة المنتمين لتنظيم القاعدة، يدعون الجهاد ضد الكفار والدفاع عن الدين؟
بعض الناس تسوّل لهم أنفسهم، ويوسوس لهم الشيطان فيستخدمون نصوصا مبتورة لتبرير ما يرتكبونه من جرائم. وهم يستغلون براءة الشباب للعب بعقولهم ودفعهم إلى ارتكاب جرائم.
وأكبر دليل على ضلالة هؤلاء أنه لا يوجد بينهم عالم واحد، ولا يوجد عالم واحد يقف إلى صفهم أو يبرر أفعالهم الإجرامية. ويجب على الشباب في الجزائر أن يتمسكوا بما يقوله العلماء حتى ينجوا من الفخ المنصوب لهم. والله تعالى يقول في كتابه الكريم: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون». والعلماء والدعاة كما قلت لهم دور كبير في هداية الشباب وتوعيتهم بخطورة ما قد يقدمون عليه إن وقعوا في شرك خوارج العصر الحديث. أما العمليات الانتحارية التي ترتكب ضد العدو المستعمر، مثل إسرائيل، فهي جائزة شرعا، لكن الشرع وضع لها شروطا وضوابط، مثل ألا تستهدف المدنيين والأطفال والنساء، وأن تستهدف العسكريين الكفار الذين يحتلون بلادنا المسلمة، وحدث ذلك في هجوم الزبير بين العوام لوحده ضد جيش الروم، واعتبرت عملية انتحارية،
لكن الله سبحانه وتعالى أنقذه منها. كما أن القتل بالمظنة (من الظن) مرفوض، بل إن من أهم شروط هذه العمليات هو ''النكال'' بالعدو، أما إذا لم يترتب عنها أي أثـر فإنها لا تجوز.
أما ما يقع عندكم في الجزائر، وأنا أتابعه بألم، فهو فجور ومجون وفسق وكفر بالنعمة، وأيضا انحراف عن دين الله عزّ وجل، وهو أقرب إلى الإجرام ومنطق العصابات.
ما رأيكم في نظرية ''التترس'' التي يستند إليها الإرهابيون المنضوون تحت لواء تنظيم القاعدة لتبرير أعمال القتل ضد الأبرياء، فهم يرون بأن رجال الأمن والجيش يحتمون بالمدنيين، لذا أجازوا لأنفسهم قتل الأبرياء؟
كل هذا من وسوسات الشيطان، وانحراف عن الفهم الصحيح للدين الإسلامي، والخوارج أنفسهم قالوا أكثـر من هذا، وبرروا قتل الصحابة والعلماء باسم الدين. نظرية ''التترس'' التي أشرت إليها في سؤالك استثناء في الدين وليست قاعدة، بل إنها نظرية لا أكثـر، بمعنى أن الذين وضعوها تصوروا واقعا يكون فيه العدو الكافر محتلا لأرض مسلمة، وأنه يحتمي بفئة من المسلمين، لذا أجاز بعض العلماء الهجوم على الكفار حتى لو تسبب في قتل بعض المسلمين، إذا كان في ذلك نصرة للدين وإهلاك للعدو. لكن هذا لا ينطبق على واقعنا ولا ينطبق على حكوماتنا، والخوارج أيضا كانوا يكفرون المسلمين باسم الدين، تماما مثلما يفعل هؤلاء الذين يكفرون الحكومات ورجال الأمن والجيش. وحتى وإن اختلفت عقيدة هؤلاء عن الخوارج، إلا أن أساليبهم وتطبيقاتهم السياسية مشابهة لما كان يفعله الخوارج. وهم يضعفون الأمة ويسيئون لها أيما إساءة، بانحرافاتهم وأعمالهم الإجرامية التي يقترفونها باسم الدين الإسلامي وهو منهم براء. ك. ز
http://www.elkhabar.com/dossiersp/lire.php?idc=45&ida=95785

المصدر :الجزائر: كمال زايت2008-02-04

No comments: