Total Pageviews

Monday 5 December 2011

تونس بين ارث عُـقبة واصلاحات بورقيبة

تونس بين ارث عُـقبة واصلاحات بورقيبة :

د. عبد اللطيف بالطيبب



بعيدا عن المهاترات السياسية والمغازلات التي تحدث بين أطراف التحالف الثلاثي التونسي والذي يذكرني بالتحالف المجاور بالجزائر بين حزب اسلامي وحزبين محسوبين على حب الوطن والديمقراطية.. ولست هنا بصدد الحديث عن هذا الموضوع ولكنها الصدفة التي جعلت الرئيس بوتفليقة يستدعي الشيخ الغنوشي ويحذره من خطورة النظام البرلماني وكأن النظام الرئاسي عندنا شيء محبوب ومرغوب؟
بعيدا عن ابعاد عمن صنعوا الثورة وقدموا أرواحهم واجسادهم وقودا لثورة تونس الخضراء وتقديم من جاءوا من باريس ولندن عبر بوابة قطر.
بعيدا عن خوفي مما يبيت للاخوان وللاسلام السياسي..حيث رحب الغرب والعرب وأمريكا بالاخوان وسارع ملك المغرب ليمنحهم فرصة الحكم بعد أن حرمهم منها قبل ثورات الربيع العربي ونفس الصورة تتكرر في مصر وربما في الجزائر ليكونوا كبش فداء ويعملون على اطالة روح النظام بعد أن كادت تلفظها رياح الثورات الشبابية العربية من القصبة الى ميدان التحرير.
ما اثار اعجابي واهتززت له طربا وفرحا وكدت بأخمصي أطأ الثريا..هذه الأيام. هو صورة تلك المرأة المحجبة الطاهرة المطهرة في المجلس التأسيسي وهي تأمر وتنهى وتلك الشرطية التونسية المحجبة التي تناقلت صورتها المواقع وهي تنظم المرور..
هذه المرأة الصابرة التي أراد لها نظام المجاهد الأكبر وابن علي الهارب ان تكون غربية الملامح لا أصل ولا طعم لها، أراد لها أن تبتعد بالقوة عن الاسلام وعو التقاليد الاصيلة وعن الاخلاق، وكانت تهان وتعذب لأنها مسلمة محجبة وتريد الحفاظ على شرفها. كانت تونس لدى الناظر قطعة من أوربا لا صلة بها بجموع الصحابة والتابعية المدفونين في ربوع القيروان.. أراد لها هؤلاء وأتباعهم الطبالين أن تكون بنت باريس لا بنت القيروان.. ولكن حدث العكس..
شيء لا يصدق ولو في الخيال..ولكنه حدث في تونس.. يأتي البعض لينصحنا بتقليد حزب العدالة التركي الذي لم يستطع الى حد الآن أن يحقق في سنوات ما حققة ثورة الياسمين التنوسية في اشهر..في تونس صار للمحجبة حرمة ودور وأمر ونهي ولكن في تركيا اردوغان حتى زوجة الرئيس لا تحضر المراسيم بالحجاب فما بالك بنائبة في البرلمان او طالبة في الجامعة...
هذه المرأة بنت القيروان وحفيدة عقبة بن نافع الفهري التي خلع حجابها المجاهد الأكبر وتلاعبت بها وسيلة وليلى..كما تلاعب بالمرأة الجزائرية الزعيم ابن بلة عندما ناداها أيتها الاخت انزعي حجابك ..الذي رفضتي نزعه وقت الاستعمار..ثم يأتي أحد من الفاتحين الجدد ليقول أن دستور وسيلة بورقيبة يتوافق مع شريعتنا السمحاء.
عندما اتغاضى عما يحدث في ساحة السياسة مع القادمين الجدد بمبادى الطهر والعفاف مثلما فعل عندنا اخواننا الاسلاميون بالجزائر ثم اختلطوا بالسياسة وامتلاأت الجيوب بالفلوس وتزينت لهم الدنيا فهان أمرهم وابتعدوا عن الشعب المسكين.
أقول ان معركتنا في تونس والجزائر وغيرها هي أن نعيد الأمة الى اصالتها وهويتها وننزل الى الشوارع بكل تواضع ونتحسس مشاكل الناس ونسمع لآهاتهم وآلامهم بدل البقاء في العروج العاجية أو الانشغال بتقسيم التركة وارضاء الانتهازيين على حساب المبادئ التي قامت من أجلها الثورة.
ورغم كل ذلك فهنيئا لشعب تونس ومزيدا من التقدم والرخاء في ظل ارث عقبة العظيم لا ارث المجاهد الاكبر
فمن سيفوز بحب هؤلاء الجدد عقبة أم بورقيبة؟؟؟ بعد أن فاض قلب شعب تونس بحب عقبة وزهير وحسان ين النعمان.

د. عبد اللطيف بالطيب
5 ديسمبر 2011

No comments: