Total Pageviews

Sunday 20 July 2008

المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في حوار شامل مع الشروق

المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في حوار شامل مع الشروق:
زروال فتح لنا أبواب السجن لنقنع علي بن حاج بنبذ العنف
2008.07.19
حاوره في القاهرة: مراد أوعباس



في الجزء الثاني من المقابلة التي خص بها المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، مهدي عاكف، مندوب
الشروق بالقاهرة، يتناول بالتحليل الأزمة الداخلية التي عصفت بحركة مجتمع السلم، وجمعية الإرشاد والإصلاح، ويكشف عن وساطة الإخوان المسلمين بين الفريقين المتخاصمين في الجزائر.
• *غضبت كثيرا عندما سمعت بمنع أبو جرة من حضور مؤتمر الإرشاد
• * هناك وساطة جادة لرأب الصدع في حمس وأبو جرة وعدني بالصلح
• * رفضنا ترشيح نحناح لرئاسيات 95 واحترمنا رأيه بعد ذلك

• * كيف تتم إدارة الفروع التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في كل قطر؟
• ** كل قطر يدير نفسه بما يتوافق مع الوضع داخل البلد، لما تحدثوا عن التنظيم الدولي قلت هذا الأمر بتصريح محدد كل من يؤمن بفكر الإخوان المسلمين فهو من الإخوان المسلمين وعليه أن يخدم الوطن الذي يعيش فيه حسب لوائح وقوانين ومعطيات الوطن، بفكر الإخوان المسلمين ومنهجهم.
• أنا لا أتدخل إطلاقا في الشؤون الداخلية لأي بلد أو لأية جماعة بأي اسم يحمل فكر الإخوان المسلمين.

• * ولكن وقعت سابقة في التنظيم الدولي ـ ربما ـ على خلفية رفضه ترشح الشيخ محفوظ نحناح للانتخابات الرئاسية للعام 1995، كما ورد في بعض التقارير الإعلامية وكادت أن تتحول إلى أزمة بينكما، أي بين إخوان القاهرة وإخوان الجزائر؟
• ** نعم حصل ذلك، الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله رحمة واسعة، أراد أن يترشح للرئاسة، جاء وعرض علينا الأمر، ورفض معظم الإخوان على المستوى العالمي هذه الفكرة، أي ترشح محفوظ نحناح للانتخابات الرئاسية. ولكن مجلس الشورى في داخل الجزائر وافق على هذا الترشح فكان لابد علينا أن نحترم وجهة نظرهم داخل المجلس.

• * ماذا كان وقع رحيل الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله على الإخوان المسلمين عامة وعليكم كمرشد للجماعة خاصة؟
• ** يتنهد قليلا... قبل أن يكون رئيسا للحركة كان حبيبا... علاقة الإنسان به كأخ حبيب يعني ربنا يرحمه رحمة واسعة ويجعل عمله في ميزان حسناته، إن شاء الله.

• * كان يزوركم كثيرا في القاهرة؟
• ** لا، أنا كنت التقي به في الخارج، في الحج، في رمضان، في أمريكا، أنا التقيت به كثيرا في الخارج.

• * فضيلة المرشد وقعت أزمة مؤخرا في صفوف حركة مجتمع السلم، على خلفية نتائج المؤتمر الرابع، بسبب نزاع حول قيادة الحركة بين أبو جرة سلطني، وعبد المجيد مناصرة، هل كان لكم دور في هذه الأزمة؟
• **لم يكن لنا دور في هذه الأزمة، ومازلنا نتعاون معهم جميعا في حل هذه الأزمة، إذا كانت هناك أزمة، لأننا لا نقبل بأي حال من الأحوال أن يكون مجموع الإخوان المسلمين في الجزائر يتصارعون على شيء، والمطلوب منهم الآن هو أن يجلسوا سويا، وعلى كل الأطراف الوصول إلى تصور يجمع الإخوان.

• * هل دعوتم أبو جرة سلطاني، وعبد المجيد مناصرة إلى ذلك رسميا؟
• ** نعم الاثنين، موجودين في مكان ما ـ في إشارة إلى لقاء عقد في لندن منذ أيام ـ كي يحققوا الهدف الأصيل.

• * لحد الآن لم يتحقق شيء ويبدو أن كل المبادرات قد فشلت؟
• ** أنا لا أتدخل في مجرد عمل، أنا يهمني شيء واحد، هو صف الإخوان، ومطلوب منهم أن يضعوا أمامهم هذا الهدف ويتعاونوا مع بعضهم لتحقيقه.
• أنا لحد الآن لم أقل رأيي مع هذا أو ذاك، ولكن رأيي مع المؤسسات الصحيحة القائمة على الحب والأخوة ومبادئ الإخوان المسلمين، فنحن نسعى الى هذا، وكما قلت له لأبو جرة، أنا لست من النوع الذي يفرض حلولا أنتم أصحاب القضية وعليكم أن تتعاونوا اذا كنتم تحبون الله ورسوله، وتحبون هذا الدين وتحبون هذا المنهج فسيتذلل كل شيء.

• * ولكن الظاهر حسب المعطيات الميدانية أن الأمور على حالها؟
• ** مقاطعا... بدأت تنتهي هذه اللقاءات بين الإخوة الأحبة، سننتهي بكل شك من هذه العقبات التي في الطريق.

• * هل لكم تصور لحل الازمة؟
• ** أنا تصوري لا يمكن أن يقضي على شيء إلا من داخلهم أي من داخل الاخوة في حمس، وفي نقطة ثانية خارج حمس هذه الوحدة لا تكون إلا بتوافق في البناء.

• * هل جاءكم أبو جرة سلطاني إلى القاهرة؟
• ** بعد الانتخابات ـ المؤتمر ـ كلمني هاتفيا ولكن بعد ذلك لم يأتني.

• * هل طرح عليكم أبو جرة شيئا ما، بعدما وقع في المؤتمر؟
• هو موافق على كل ما نطرحه من وحدة الصف والالتزام بدعوة الإخوان المسلمين.

• * ولكن الغريب أن أبو جرة سلطاني في أول ندوة صحفية إثر إعادة انتخابه على رأس قيادة حمس، هدد خصومه ونعتهم بعبارات نابية؟
• ** والله هذا لا شأن لي به، هو معي ـ أبو جرة سلطاني ـ وعدني بالحفاظ على الصف، والحفاظ على مبادئ الإخوان المسلمين.
• أنا لا أبحث في النيات، أنا أبحث في الذي يحمي هذه الأمة من الفرقة، ويحمي هذه الأمة من الأعداء، يجب على كل إنسان يتولى المسؤولية، سواء في صف الإخوان أو في حكومات العالم العربي والإسلامي، أن يضع نصب عينيه أن الإسلام في خطر، القوى العالمية التي تحاول أن تهدم وتقضي على الإسلام، علينا أن نكون صفّا واحدا بفهم مستنير واحد، للوقوف أمام هذه الهجمة الشرسة.

• * هل جاءكم مناصرة بدوره إلى القاهرة؟
• ** نعم وتحدثت معه في نفس المعاني وأبدى استعداده.

• * مع كل محاولاتكم لتقريب وجهات النظر بين الطرفين المتخاصمين، إلا أن كل فريق لازال متمسكا بموقفه وقناعاته، فمن جهة أبو جرة سلطاني صعّد من لهجته ضد خصومه، وحاول السيطرة على جمعية الإرشاد والإصلاح، ومن جهته مناصرة وجماعته تقاطع للمرة الثانية دورة المجلس الشورى الوطني؟
• ** وصلني الخبر، أنا لما أكون رئيس حزب حمس، أذهب لحضور الجمعية العمومية كيف تمنعني من ذلك؟

• * أبو جرة سلطاني رئيس حمس وليس عضوا في جمعية الإرشاد والإصلاح؟
• ** أبو جرة رئيس مؤسسة كبيرة، وهذه الجمعية كانت في وقت من الأوقات سبق أن تبعت الحركة، والآن ـ حسب القانون ـ فهي مستقلة، كيف تمنعون رئيس حزب من حضور الجمعية العمومية، هذا لا يليق، أنا أول ما عرفت بالموضوع غضبت كثيرا. هذا شأن وهذا شأن.
• لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكون هذه المعاملة بيننا، إنما هذا الأسلوب لا، أنا أعرف حمية الجزائريين.

• * وهل يجوز لأبو جرة سلطاني أن يتدخل في سير الجمعية العمومية ويفرض قيادة بديلة للقائمة ولو بالقوة؟
• ** لاشأن لي بهذه القضية، أنا لا أتدخل... كل مهمتي أنني أدعوهم إلى الاستقامة وإلى الحكمة، وأدعوهم إلى حسن الخلق وأدعوهم إلى اتباع شرع الله.

• * فضيلة المرشد، زاركم ممثلا كلا التيارين المتصارعين في الجزائر، ماهي الخلاصة التي خرجتم بها بعد الاستماع إلى حججهما؟
• ** ليس هذا على حق على طول، وليس ذاك على حق على طول، وإنما هناك وجهات نظر، وهناك هدف أسمى للإخوان المسلمين يجب ان يكون شغلهما الشاغل لكل من أراد أن يكون من الإخوان المسلمين.

• * مادامت وجهات النظر بين الفريقين متقاربة لماذا استمرت هذه الأزمة، كما انكم بعثم العديد من الوفود أو الوسطاء للوقوف على حل الأزمة، أين وصلت هذه المساعي؟
• ** هناك الآن محاولات.

• * داخل الجزائر أم خارجها؟
• ** سيكون هناك لقاء بالخارج للمصالحة بين الطرفين.

• * فضلا عن هذه الأزمة التي تشهدها حمس، هناك الكثير من الانتقادات توجه لقيادة حركة مجتمع السلم، بخصوص أدائها السياسي على حساب واجبات الدعوة، ما هو تعليقكم؟
• ** ما عندي فرق بين السياسة والدعوة، كل هذه مهمة الإخوان المسلمين، ولا يمكن أن تكون سياسة إلا إذا بنيت على أصول دعوية صحيحة، إذا لم يكن لدي رجال ونساء وشباب متشبعين بمبادئ الإخوان المسلمين لن يكون هناك سياسة، بل سياسة مستغلة لا تخدم المشروع، السياسة أصلا لتخدم المشروع الإسلامي، أما السياسة حتى أصبح وزيرا أو عضوا في البرلمان فهذه السياسة لا تخدم المشروع، ولذلك أقول دائما إذا لم تربّ الإخوان تربية صحيحة لا يستطيعون العطاء المجرد المخلص، فعلينا أن نربي شبابنا ونساءنا على هذا المنهج الرباني، ثم بعد ذلك نطلقهم في الحياة كل في مجاله، السياسي سياسي وفي كذا وكذا... وسيبنون حياتهم على هذه الركيزة الإسلامية العظيمة القائمة على العقيدة والخلق وحب الناس.

• * يتهم البعض من الإسلاميين في الجزائر، حركة مجتمع السلم باستغلال مبدأ المشاركة السياسية كسجل تجاري، ماهو تعليقكم؟
• ** هذا ممكن في البعض، وليس في الكل، البشر بشر، وحظ النفس يختلف من فرد إلى آخر، والمخلصون والمتجردون إلى الله عزوجل موجودون، ولذلك إن الله لا يقبل إلا ممن كان خالصا صافيا.

• * البعض يتساءل عن دور الإخوان المسلمين عندما عصفت الأزمة الأمنية في الجزائر وحتى هناك من يتهمكم باستغلال هذه الأزمة لأغراض ما؟
• ** نحن لا نقر العنف بأي حالة من الأحوال، والجبهة الإسلامية للإنقاذ استخدمت العنف، وأظن أن الأستاذ محفوظ نحناح كان واضحا جدا، موقفه ضد العنف وضد هذا الأسلوب، والجميع يعلم مصادر هذا العنف.
• وهذا الصراع السياسي نبرأ إلى الله تعالى منه، فنحن لا نقره، ولا نقر القتل بأي حال من الأحوال، حتى إذا اعتدي علينا، وكم اعتدي على الإخوان المسلمين في الجزائر، الشيخ بوسليماني رحمه الله.

• * كيف تعاملتم مع الساحة الجزائرية لما برز العمل المسلح في البلاد؟ هل كان للإخوان دور في إنهاء الأزمة؟
• ** يوسف ندا قام بمساعٍ للتقريب بين قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، والقيادة العليا في البلاد، وذلك نيابة عن الإخوان المسلمين، حيث مكث ليلة في السجن مع قادة الإنقاذ، ومن بينهم علي بن حاج وغيره، وتدخلنا مرارا، وقد سمح الرئيس اليامين زروال بهذه الوساطة شخصيا.

• * ماذا كانت نتيجة هذه الوساطة؟
• ** يا أخي موازين السياسة خطيرة جدا وخصوصا إذا تعددت أطرافها.

• * وماذا عن مسار المصالحة الوطنية الذي أطلقه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟
• ** نحن نؤيد كل مشروع يوقف الفتنة ويجمع الصف، وكل مشروع من هذا النوع نؤيده ونرحب به، نحن لسانا أصحاب القرار، ولكن إما أن ننفذ القرار أو نزكيه.


• ملاحظة:
• المرشد العام يفتح للشروق في الحلقة القادمة ملف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين كيف يتشكل وكيف يشتغل والكثير من أسرار العمل الإسلامي في العالم.

No comments: