Saturday, 14 April 2012
Thursday, 15 March 2012
إنما يعتذر البشر-د. الهادي الحسني ردا على تصريحات سركوزي الأخيرة
الكاتب:
الهادي الحسني 2012/03/15
إنما يعتذر البشر
لو اتفق الناس على تشكيل لجنة علمية نزيهة لإحصاء عدد الجرائم منذ عهد ابني آدم هابيل وقابيل، ولتصنيف هذه الجرائم لكانت النتيجة بإجماع أعضاء اللجنة هي أن عدد جرائم فرنسا في الجزائر وحدها يفوق عدد جرائم غيرها، وأن جرائم فرنسا في الجزائر هي أسوأها، وأبشعها، وأفظعها، وأشنعها، وأوحشها، وأقذرها، وأحقرها، ولما تضمن تقرير هذه اللجنة أكثر من جملتين اثنتين إحداهما للرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلت وهي: »إن الاستعمار الفرنسي هو أسوأ وأخبث مايمكن أن يُنكب به شعب من الشعوب (1)«، والجملة الثانية هي ما قاله الكاتب ألفريد لوسيس هُورن: »إذا كان الله قد خَلق مستعمرا أسوأ من الاستعمار الفرنسي فإنه لم يخبرني به (2)«.
إن جرائم فرنسا في الجزائر التي تعجز لغات العالم عن وصفها جعلت شخصية في مكانة وقيمة السياسي الجزائري المثقف حمدان بن عثمان خوجة يعقد مقارنة لا بين ظلم فرنسا وظلم »الترك« ولكن بين »عدل فرنسا« وظلم »الترك«، وقد انتهى في مقارنته إلى أن يستغيث الله ـ عز وجل ـ قائلا: »اللهم ظُلم الترك ولا عدل الفرنسيس (3)«.
لقد قال حمدان بن عثمان خوجة هذا الكلام بعد ست سنوات ـ فقط ـ من حلول الطاعون الفرنسي في الجزائر، فماذا كان سيقول لو »تنعّم مدة أطول بـ »الحضارة الفرنسية«؟ لا شك في أنه سيقول ما قاله مفدي زكريا بعد ذلك بقرن وبضع سنين وهو »يا فرنسا، يا لعنة البشرية (4)«.
إن أول مجرم في تاريخ البشرية هو قابيل ابن سيدنا آدم ـ عليه السلام ـ الذي قتل أخاه هابيل، ولكن ضميره صحا »فأصبح من النادمين«، ولو كان لهابيل ابنٌ لجاءه قابيل واعتذر له عن قتله أباه، ولطيّب خاطره واسترضاه، لأن ذلك هو ما يدفع إليه الندم، ولهذا جعلنا عنوان هذه الكلمة، »إنما يعتذر البشر«، وأما غير البشر كالحيوانات أو ما يشبهها في الكائنات ولو أُدرجت في صنف البشر فليس في جِبلّتها أن تندم ثم تعتذر. فهل رأى الناس خنزيرا، أو ضبعا، أو ذئبا، أو كلبا، أو ثعلبا، أو.. أو.. نَدم على فعلته، واعتذر عن جرائمه؟
جرّني جرا ودعني دعّا إلى هذا الكلام الذي يسبب الغثيان »هدرة« نيكولا ساركوزي في »هملته (بالهاء) »الانتحابية« (بالحاء) من أن فرنسا لن تعتذر عن جرائمها التي ارتكبتها في الجزائر، وأنه ليس للأحفاد أن يعتذروا عن جرائم الأجداد..
إن دولا أكبر قيمة وأعظم شأنا، وأغير على شرفها اعتذرت لمن مسّتهم بسوء لبضع سنين، فهذه ألمانيا تعتذر لليهود عما سبّبته لهم من آلام، وهذه اليابان تعتذر لشعوب كوريا، والصين وشرق آسيا عما ارتكبته في حقها من جرائم، وها هي إيطاليا تعتذر لليبيين وما هي إسبانيا تتحلى ببعض المروءة فتعتذر لليهود الذين طردتهم، وتأخذها العزة بالإثم فلا تفعل مثل ذلك مع المسلمين الذين أخرجتهم من ديارهم ممن نجوا من حملة التقتيل وعملية التنصير القسري.
أما عدم اعتذار ساركوزي وغيره عن جرائم فرنسا في الجزائر فقد أجبنا عنه وقلنا »إنما يعتذر البشر الأسوياء«، وعندما تدخل فرنسا »التاريخ الحضاري(*)« فستعتذر للجزائريين ولغيرهم من الشعوب التي نكبت بها، ولن تجد في ذلك غصاصة، لأن الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه من شيم البشر النبلاء.
وأما عدم تحمل الأحفاد جرائم الأجداد - وأدعو ساركوزي أن يجعلها أغنية في »هملته الانتِحَابية - فقد كشف بها ساركوزي عن سوْءته الأخلاقية، حيث راح بعد قولته تلك يصيح كالممسوس الذي أعيا داؤه الراق بأن على الأتراك الحاليين أن يعترفوا بـ »جرائم« أجدادهم منذ قرن ضد الأرمن!!
إنني أنصح من لم يفهم قوله تعالى عن أناس »لهم قلوب (**) لا يفقهون بها، ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها« أنصحه أن ينظر إلى هذا الشخص المسمى ساركوزي، ذلك أنه لم يكن حتى ككفار قريش الذي كانوا يحلون الشيء عاما ويحرّمونه عاما، ولكنه لأنه نموذج فريد يحلّ الشيء شهرا، ويحرّمه شهرا..
إن ثالثة الأثافي التي جاء بها ساركوزي هي ضغطه لإصدار قانون لمتابعة من يحتقر »الحركى، ويهينهم، ويسخر منهم..
إن الخيانة عند جميع الشعوب النبيلة وعند جميع البشر الأسوياء جريمة ليس هناك أحط منها وأنذل إلا عند فرنسا، فلخصوصيتها فهي تحترم من لا يستحق الاحترام، وتجل من يستأهل الإذلال، وتكبر من حقه الاحتقار والاستصغار.
إن مجرد النطق بكلمة »حركي« يستوجب تجديد الوضوءين الأصغر والأكبر. وذلك على مذهب الشاعر الأندلسي أبي بكر اليكّي القائل عن شخص نذل حقير:
أعيد الوضوء إذا نطقت به ** متذكرا من قبل أن تنسى
واحفظ ثيابك إن مررت به ** فالظل يُنجّس الشمسا
إن هذه »الشكشوكة الساركوزية« التي تسبب القيء - حاشاكم- (عدم الاعتذار عن الجرائم - الأحفاد لا يتحملون جرائم الأجداد - تجريم من ينكر جرائم الأترك ضد الأرمن - تجريم من يحتقر الحركى ويهينهم..) هذه الشكشوكة كلها دفع إليها خلق حقير يسمى الطمع، وطمع ساركوزي هو تجديد عهدته الرئاسية ولو بأخسِّ الصفات الأخلاقية:
فعدم الاعتراف بجرائم فرنسا هو طمع في أصوات لصوص الجزائر« الذين نسبهم ساركوزي للجزائر وسماهم »فرنسيي الجزائري« وطمع في أصوات اليمين الفرنسي وتجريم من ينكر »جرائم الأتراك« هو طمع في أصوات كمشة من الأرمينيين في فرنسا.
وتجريم من يهين الحركى (الخونة) هو طمع في أصوات أشباه البشر الذين باعوا دينهم، وشعبهم، ووطنهم، وواللّه لأشرف منهم، لأنها تدافع عن عرينها فتقتل أو تقتل. وقد إأيت كبيرا من هؤلاء الحركى منحته فرنسا منصب »كاتب دولة« يأتي إلى الشيخ العباس في مسجد باريس وينفجر بكاء ويقول: لا أشكو نقصا في متاع الحياة الدنيا، ولكنني أعلم وأحس أن الفرنسيين ينظرون إلي في قرارة أنفسهم باحتقار كبير..
وصدق الشاعر العربي القائل: »من يهن يسهل الهوان عليه«، ومن قبله قال أصدق القائلين سبحانه وتعالى: »ومن يهن الله فما له من مكرم«.
إن من يتطلع إلى المناصب السامية عليه أن يتحلى السامي من الأخلاق والنبيل من الصفات، ولا يتوسل إليها بالأساليب الرذيلة والوسائل الحقيرة، و»الناس معادن« كما قال سيّد الأولين والآخرين، محمد الأمين.
1) عبد الرحمن الجيلالي: تاريخ الجزائر العام. ج 4 ص 366 ط: بيروت 19-80
2) محمد الصالح الصديق: من قلب اللهيب
3) حميدة عميراوي: دور حمدان خوجة في تطوير النهضة الوطنية. دار البعث ص 231
4) مفيد زكريا: اللهب المقدس ص 165. ط الجزائر 1983
*) ذكرت أوبري مارتين - زعيمة الحزب الاشتراكي الفرنسي أن ساركولي قال في دكار في جويلية 200 »إن الرجل الإفريقي لم يدخل التاريخ بالقدر الكافي« انظر جريدة الخبر في 11 / 3 / 2012 ص 13
**) عن القلب انظر »معجم ألفاظ القرآن« لمجمع اللغة العربية. مادة ق ل ب
Sunday, 11 March 2012
ساركوزي: لن نعتذر للجزائر التي ارتكبت جرائم في حقّ الحركى
وجّه الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، اتهامات خطيرة لقادة الثورة التحريرية، مرتكبا واحدة من أكبر المغالطات التاريخية، حينما وضع كفاح الشعب الجزائري من أجل الاستقلال والحرية، في مستوى الجرائم الاستعمارية التي ارتكبتها بلاده في الجزائر، طيلة ما يقارب قرنا ونصف.
الجديد في خطاب ساركوزي المستفز لمشاعر الجزائريين، ليس تأكيده رفض بلاده الاعتذار للجزائر، وإنما في مساواته بين الجلاد والضحية، بين جيش جرار قوامه نصف مليون جندي كان مدعوما بالحلف الأطلسي، وبين شعب أعزل واجه دبابات عدوه بصدور عارية، ومجازر 08 ماي 1945، وقنابل النابالم شاهدة على ذلك.
ساركوزي وفي حوار خص به صحيفة "نيس ماتان"، قال: "نعم، كانت هناك تجاوزات كبيرة من هذا الطرف أو ذاك، يتعين التنديد بها، لكن لا ينبغي لفرنسا أن تعتذر"، ويقصد هنا بالطرفين، فرنسا وجبهة التحرير الوطني، وذلك بينما كان بصدد الرد على سؤال يتعلق بالتصريح الذي أدلى به في جانفي الأخير، والذي أكد من خلاله رفضه القاطع تقديم الاعتذار للجزائر.
وتضم مدينة نيس واحدة من أكبر تجمعات الحركى والأقدام السوداء، إلى جانب العديد من المدن الفرنسية التي تطل على الضفة الشمالية للبحر المتوسط، وهو ما يفسر توجهات خطاب ساركوزي، التي طغت عليها حسابات الانتخابات الرئاسية، دون مراعاة أي اعتبار لشعور الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا.
مرشح الرئاسيات الفرنسية، وبدل أن يحكّم المنطق والعقل وهو يتحدث عن "حرب الجزائر"، كما تسميها الأدبيات الفرنسية، راح يبرر ما لا يبرر، مقدما عبارات لم تعد تجد لها آذانا صاغية، حتى عند أوساط الأقدام السوداء والحركى، الذين لم يستفيقوا بعد من صدمة الوعود الكاذبة التي أطلقها نزيل قصر الإيليزي، في الحملة الانتخابية لرئاسيات 2007، التي حملت ساركوزي إلى سدة الحكم.
ومن بين المبررات التي ساقها ضيف "نيس ماتان" في هذا السياق، هو أن العمليات العسكرية الإجرامية وحرب الإبادة التي ارتكبها الجيش الفرنسي إبان الثورة التحريرية، كانت حصيلة قرارات وقعتها حكومات أفرزها الشعب الفرنسي، وقال: "العمليات العسكرية التي قام بها الجيش الفرنسي في الجزائر، ونذكر بأن الجزائر كانت يومها جزء من التراب الفرنسي، تمت في إطار الجمهورية الفرنسية، التي قادتها حكومات شرعية ومنتخبة بطريقة ديمقراطية.. لكن فرنسا لا يمكن أن تعتذر عن هذه الحرب".
وبعد أن استفاض ساركوزي في "تطييب" خاطر الأقدام السوداء والحركى، توسل إلى من يسمون بـ"فرنسيي الجزائر"، إلى عدم التصويت لصالح حزب الجبهة الوطنية، اليميني المتطرف، الذي تتزعمه مارين لوبان، وأوهمهم بأنه على اطلاع تام بالمشاكل التي يعانون ولازالوا يعانون منها، وحذّر من مخاطر التصويت على هذا الحزب، كونه سيؤدي إلى إضعاف فرنسا.
وغازل ساركوزي فرنسيي الجزائر، قائلا: "لقد وضعناهم (الأقدام السوداء والحركى) في أحياء شعبية وطلبنا منهم أن يصمتوا ولا يتحدثوا عن ظروفهم الاجتماعية والمعيشية ولا عن ذكرياتهم، لذا أنا هنا لأقول لهم إن تاريخهم هو جزء من تاريخ بلادنا وعلينا احترام ذاكرتهم"، مشيرا إلى أن هؤلاء كانوا ضحية نهاية حقبة من الاستعمار، وأن فرنسا لم تكن الدولة الوحيدة التي انفصلت عن مستعمراتها.
وتشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 4 ملايين ناخب ممن يوصفون بـ"فرنسيي الجزائر"، 800 ألف شخص من بينهم ينتمون إلى فئة "الحركى"، حسب برنار كول، رئيس جمعية شباب الأقدام السوداء، وهو ما يعادل حوالي 8 بالمائة من مجموع الناخبين الفرنسيين، ما يفسر مغازلة الرئيس الفرنسي لهذه الفئة عند اقتراب كل موعد انتخابي.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/124130.html
Thursday, 22 December 2011
تشكيلة الحكومة التونسية المؤقتة
بتاريخ : 2011-12-21 الساعة : 17:43:20
Alhiwar.net
التشكيلة النهائية لحكومة حمادي الجبالي و هي على النحو التالي :
رئيس الحكومة : حمادي الجبالي
الوزراء المعتمدون لدى رئيس الحكومة :
وزير مكلف بالاصلاح الاداري : محمد عبو
وزير مكلف بتطوير المنظومة الصحية : عبد الرحمان الأدغم
وزير مكلف بالملف الاقتصادي : رضا السعيدي
وزير مكلف بتطوير الاستثمارات: رياض بالطيب
وزير مكلف بالملفات السياسية : لطفي زيتوني
الوزير المكلف بالملفات الاجتماعية : محمد الناصر
الوزير المكلف بالعلاقات مع المجلس التأسيسي : عبد الرزاق الكيلاني
الوزراء المستشارون وكتاب الدولة:
وزير مكلف بالتربية والثقافة : محمد حبيب أبو يعرب المرزوقي
المستشار القانوني للحكومة : عبد الفتاح مورو
الوزير المكلف بتطوير الشؤون الأمنية: حبيب الصيد
وزير العدل : نور الدين بحيري
وزير الدفاع : عبد الكريم الزبيدي
وزير الداخلية : علي العريض
وزير الخارجية : رفيق عبد السلام
كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بشؤون أمريكا وآسيا : هادي بن عباس
كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشؤون الافريقية والعربية والأوروبية : عبدالله التريكي
وزير المالية : الخيام تركي
كاتب الدولة لدى وزير المالية : بسباس سليم
وزير التجارة والصناعات التقليدية: بشير الزعفوري
كاتب الدولة لدى وزير التجارة والصناعات التقليدية: حبيب الديماسي
وزير السياحة : الياس الفخفاخ
وزير التكوين والتشغيل: عبد الوهاب معطر
وزير النقل : كريم الهاروني
وزير تكنولوجيات الاتصال : المنجي مرزوق
كاتب الدولة لدى وزير تكنولوجيات الاتصال : لبنى الجريبي
وزير التخطيط والتعاون الدولي : عليا بالطيب
كاتب الدولة لدى وزير التخطيط والتعاون الدولي : أمين دغري
وزير الصناعة : محمد امين شخاري
وزير التجهيز والاسكان : محمد سلمان
كاتب الدولة لدى وزير التجهيز والاسكان : شهيدة فرج
وزير التنمية الجهوية: جمال الدين الغربي
وزير أملاك الدولة : سليم بن حميدان
وزير الفلاحة : محمد بن سالم
كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة : حبيب جملي
وزير الشؤون الاجتماعية : خليل الزاوية
كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الاجتماعية المكلف بالهجرة : حسين الجزيري
وزير الصحة : عبد اللطيف مكي
كاتب الدولة لدى وزير الصحة:محمد نجيب العاشوري
وزير الشباب والرياضة : طارق ذياب
كاتب الدولة لدى وزير الشباب والرياضة : حنان مصدع
وزيرة البيئة : مامية البنا
وزير الثقافة : مهدي مبروك
وزيرة المرأة : سهام بادي
وزير التعليم العالي : المنصف بن سالم
كاتب الدولة لدى وزير التعليم العالي : البشير كلثوم
وزير التربية: عبد اللطيف عبيد
وزير الشؤون الدينية : نور الدين الخادمي
وزير لحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية والناطق الرسمي باسم الحكومة : سمير ديلو
الكاتب العام للحكومة : رضا عبد الحفيظ
مدير مكتب رئيس الحكومة : محمد نجيب خلفاوي
Tuesday, 13 December 2011
الغنوشي اعرافات أم مراجعات في الوقت الضائع
جبهة الإنقاذ أخطأت عندما تجاهلت الأقلية المؤثرة
صرّح راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، بأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ''ارتكبت خطأ عندما تجاهلت تماما الأقلية المؤثرة من العلمانيين والجيش''. وأعاب على قادتها أنهم كانوا يريدون الاستئثار بالسلطة.
زار راشد الغنوشي الولايات المتحدة الأمريكية، مطلع الأسبوع الجاري، وتباحث مع مراكز دراسات ومعاهد بحوث حول نجاح الإسلاميين في الانتخابات بتونس والمغرب ومصر. وأجرت مجلة ''السياسة الخارجية'' الشهيرة، مقابلة مع زعيم حركة النهضة نشرت أول أمس، تعاطى فيها مع تجربة الإسلاميين التونسيين وموقف الغرب من الحركات الإسلامية. ومن بين ما قاله بهذا الخصوص، أن فوز جبهة الإنقاذ عام 1991 بحوالي 80 بالمائة من أصوات الناخبين، ''كان خطأ''.
ويرى الغنوشي، الذي كان من أكبر حلفاء ''الإنقاذ''، نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، أن الإسلاميين في الجزائر ''ارتكبوا خطأ لأنهم تجاهلوا تماما الأقلية المؤثرة من العلمانيين والجيش ورجال الأعمال''. وتسبب هذا ''الخطأ''، حسبه، في ما أسماه ''الانقلاب على العملية الديمقراطية''، في إشارة إلى تدخل الضباط النافذين في الجيش لإجبار الرئيس الشاذلي بن جديد، على الاستقالة وإلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التعددية الأولى في البلاد منذ الاستقلال. وأوضح الغنوشي أن الجزائر لا تزال إلى اليوم تعاني من تبعات ''خطأ'' الإسلاميين، ومن تدخل الجيش لوقف المسار الانتخابي. ويعتقد بأن تشكيل حكومة وحدة وطنية كفيل بتفادي ما حدث بالجزائر. وتعتبر تصريحات الغنوشي غير عادية تجاه حلفائه وأصدقائه في الجبهة الإسلامية الإنقاذ. وبسبب التقارب في الرؤية والمواقف التي كانت مع ''الإنقاذ''، تعاملت السلطات الجزائرية مع الغنوشي على أنه خصمها، طيلة سنوات التسعينات. وتعكس هذه التصريحات إلى حد ما، العلاقة الجديدة بين الغنوشي والحكومة الجزائرية على خلفية زيارته التي جرت في 21 نوفمبر الماضي.
وبشأن تقدم تنظيم الإخوان في انتخابات البرلمان في مصر، قال الغنوشي إن الإسلاميين ''ينبغي أن يتحالفوا مع الأحزاب العلمانية حتى لو كانوا أقلية، ويتحالفوا مع الأقباط أيضا ومع المقربين من الجيش''. ويرى أن هؤلاء ''أقليات صغيرة لكنها مؤثرة للغاية''. وحتى يتحقق للإخوان في مصر النجاح كاملا، ينصحهم الغنوشي بالاجتماع مع ''الأقليات'' في حكومة ائتلافية. ويطبع لغة خطاب الغنوشي الكثير من البراغماتية، خاصة عندما يقول، في نفس الحوار، إن الولايات المتحدة ''أصابت هذه المرة عندما دعمت الشعوب بدل الحكام''.
http://www.elkhabar.com/ar/politique/273472.html