Total Pageviews

Saturday 15 January 2011

نهاية ديكتاتور...شعب وعى..صنم هوى

نهاية ديكتاتور
شعب وعى..صنم هوى

وأخيرا سقط الصنم وزال الكابوس الذي جثم على صدر التونسيين في الداخل والخارج ربع قرن من الزمن..
تزلزل ايوان كسرى بميلاد جيل جديد تفتحت عيناه على عهد من الظلم والحقرة والاذلال مس كل قطاعات الشعب وكل فئاته وتياراته الاجتماعية والسياسية والثقافية..
كان الظلم في عهد من سبقه يقتصر على الاسلاميين واما ما بعده فقد تعدى أذاه ليمس كل حر وأبي في تونس..
لقد حول الطاغية تونس الى محرقة تحرق فيها قيم العدالة والشرف والكرامة ..

لقد ثار هذا الجيل الجديد الذي تربى على الحرية أي حرية الفايس بوك والموبايل والانترنت واليوتيوب فلم تنفع شرطة بن علي في منع تواصله مع الخارج وتنسمه ريح الحرية عبر خطوط الهاتف واسلاك الانترنت..
انني اترحم فعلا على مخترع هذا العالم العجيب الذي اوصل المعلومة الى كل بيت..

فهاهو التاريخ يفتح صفحاته ليسجل قوائم الأحرار والكرام الذين اثبتوا هشاشة هاته الأنظمة البوليسية التي تتعنتر وتستأسد على شعوبها..

كنت اتابع الاخبار وان طائرة بن علي وهي في الحقيقة طائرة الشعب التونسي كانت تحلق في الجو نحو جهة غير معلومة..فترفض استقبالها تلك الدولة الصغيرة بمالطا والحليفة فرنسا ترفض استقبالها وتظل الطائرة في السماء الى ان استقبلها بعض حلفائه العرب..
فعجبا لشخص كان يتهدد ويتوعد قبل يوم وهو الآن لا يجد مكانا يؤويه ولا صاحبا يحتضنه..لقد هان بن علي بعدما أهان شعبه واستخف به.
وانا اسمع تصريح ماسمي برئيس مجلس النواب من بقايا النظام البائد وهو يتلو تصريح توليه رئيسا مؤقتا وهو يقول بأن الرئيس المخلوع قد عجز عجزا تاما عن مزاولة مهامه فتذكرت ما فعله هذا الرئيس بمن سبقه عندما ارغم الاطباء على ان يشهدوا زورا بأن بورقيبة عاجز تماما وقام هو مقامه.

انني لا اخفي سروري لاخواني التونسيين الذين قضى العديد منهم زهرة شبابه في سجون الظلم وأمضى العديد منهم السنوات العجاف في ديار الغربة بل نشأ من لم تطأ قدماه ارض تونس الخضراء..توفيت الامهاب ومات الآباء وكبر الابناء والبنات والبعض بل الكثير صد بينه وبين بلده..
لقد سرني وهزني من الأعماق ان الشعب التونسي علمنا نحن العرب كيف نأخذ حريتنا بأيدينا..لقد دبت في هذا الجيل كلمات الشابي واعادت له الحياة من جديد..أو كما قال الشهيد سيد قطب..ان كلماتنا مثل عرائس الشمع فان متنا في سبيلها دبت فيها الحياة من جديد..
لقد حول الشهيد البوعزيزي كل كلمات الحرية والكرامة الجامدة التي نقرأ عنها في الكتب ونسمعها في الاشعار الى دماء على أرض بن بوزيد المباركة..هاته الدماء كانت الوقود الذي اشعل انتفاضة الحرية في تونس.

لقد استوعب هؤلاء الابطال صرخة الشابي وحفظوها وانشدوها وهم يواجهوا الديكتاتور بصدور عارية ولكن بقلوب عامرة بحب الوطن ومحترقة بآهات المظلومين..
ان المطلوب اليوم أن تلتحم الأيادي وتعود الطيور الى أوكارها لتكمل المسيرة والا فان ثمارها ستقطف من الانتهازيين والمتربصين.
أرجو من بقايا الطغاة والظلمة في بلادنا العربية أن يستوعبوا الدرس من تونس وأن يسارعوا الى اصلاح الاوضاع واشراك الشعب في الثروة والسلطة وفي الحياة الكريمة والى فان الطوفان قادم ولا ينجو الى من ركب سفينة نوح..اي سفينة العدل والحرية والكرامة.


بالطيب عبد اللطيف
جزائري من لندن